(إنْ) المُخَفّفة بين الإثبات والنفي: دراسة نحوية
الكلمات المفتاحية:
الملخص
يتناول هذا البحث "إنْ" المخففة في حالتي الإثبات والنفي؛ فدرس أصل "إنْ" المثبتة، ورجح أنّ أصلها "إنّ" الثقيلة، وذكر أدلة متعددة على ذلك، وضعف الرأي القائل بأنها ثنائية الأصل ولا تأتي لغير النفي، وبين الغرض الذي يؤتى بها من أجله مخففة مع حفاظها على دلالة التوكيد، وهي دون "إنّ" الثقيلة توكيدًا، والأصل أنْ تلازمها اللام عند التحفيف، وهذا مطرد في جملتها إلا في حالات قليلة إذا أمن اللبس بينها وبين "إنْ" النافية.
هناك ضوابط متعددة للتمييز بين "إنْ" المثبتة والنافية؛ بعضها راجع إلى دلالة السياق، وبعضها الآخر عائد إلى الأسلوب كلزوم اللام، ودخول "إلا" و"لما"، ودخول "مِنْ" الزائدة، ودخولها على أدري.
وثَمّةَ قاسم مشترك بين "إنْ" المثبتة، "وإنْ" النافية، وهو كونهما يؤكدان مضمون الجملة، فإنْ المثبتة تؤكد الجملة بنسبة أقلّ من الثقيلة، و"إنْ" النافية أشدّ أدوات النفي توكيدًا، وهي تستعمل عندما يراد تعزيز دلالة التوكيد؛ لذا فهي ترد كثيرًا جوابًا على إنكار منكر، كما إنّها تستعمل في أسلوب الحصر لما يعلمه الخاطب ولا ينكره، ولمن ينزّل هذه المنزلة.