النظرة الجمالية في التعبير القرآني

الملخص

إن القرآن الكريم لم يقصر عنايته بمعالم الحسن والجمال في الدنيا والآخرة على الجمال الحسي وإنما امتدت هذه العناية إلى الجمال المعنوي الذي يزيد الإنسان جمالاً فوق الجمال وهذا مما يدل على أن للقرآن الكريم أسلوباً خاصاً به مغايراً لأساليب العرب في البلاغة والخطابة والتأليف. تناولت هذه الدراسة بلاغة الجمال القرآني حيث إن للقرآن الكريم جمالاً يفوق كل جمال وسحر يبهر بجماله الأبصار فجاءت كل آية من آياته تحمل تحت معانيها معاني كونية غاية في الجمال والروعة، لقد عجز علماء البلاغة والخيال على أن يأتوا بمثل معاني القرآن وجاءت ورقات هذه المقالة موضحة وبكثير من التقصير في إيفاء التعبير عن الجمال القرآني البليغ الذي لا تنتهي عجائبه ولا تنقضي لأن القرآن الكريم بروعة بلاغته وتراصف حروفه وصل إلى قمة الإعجاز في كافة المجالات الأدبية والبلاغية. إن الجمال القرآني البليغ هو المحور الأساسي لحقيقة الإعجاز القرآني، وهو عنصر مهم في فهمها ويثبت أن له أساساً متيناً في اتخاذه محور النظريات والمناقشات العلمية لخواصه منها، الانسجام والمرونة والثبات عبر العصور والمجالات وكذلك الكشف عن أهمية حقيقة الجمال القرآني في وضع تطور العلوم الإسلامية وغير الإسلامية، إن أبرز شيء في إعجاز القرآن هو ما يظهر فيه من الفصاحة والبلاغة والبيان، وروعة المعاني ودقة انسجام الألفاظ في مبانيها، وتنسيقها تنسيقاً يتناسب مع عذوبة الأسلوب والجودة في المعنى، ثم إحكامها في الربط بحيث تستولي على مشاعر السامعين لهذا القرآن الكريم. إن الأسلوب في النص القرآني يمتاز بمسحة خلابة عجيبة، تتجلى في النظم الصوتي وجودة السبك في ترابط كلماته وجمله وآياته وسوره إلى أن وصل إلى البراعة في تصريف القول وأفانين البلاغة فأعجز البلغاء وقطع أنفاس الموهوبين من الفصحاء، وتلوين الخطاب القرآني كان فناً من فنون إعجازه الأسلوبي أجمع عليه علماء اللغة وأهل البيان قديماً وحديثاً فتبارك الله أحسن الخالفين.