الشعر العربي الحديث من الشفاهية إلى التفاعلية
الكلمات المفتاحية:
الملخص
هذا البحث يتناول تفاعل الشعر العربي مع مواقع التواصل الاجتماعي. السؤال الذي يريد البحث أن يجيب عليه: هل تتأثر القصيدة إذا تغيرت الوسيلة التي ينتقل بها النص الشعري إلى القارئ؟ هل تختلف القصيدة إذا وضع الشاعر في ذهنه الطريقة التي ستصل بها القصيدة إلى القارئ؟ لا يحاول البحث هنا أن يتتبع مسارًا تاريخيًا خطِّيًّا. حاولت أن أعود إلى بدايات الشعر العربي شفاهيًّا. كان الشعر العربي غنائيًّا يعتمد على الإلقاء في المحافل. كانت الرؤية السائدة في الشعر تعتمد على ذات الشاعر ورؤيته المتفردة للكون والحياة، بعكس ما نعرفه عن الشعر الدرامي والملحمي في الأدب اليوناني القديم.
يقترح البحث أن يتم تقسيم عصور الأدب بناءً على التغيرات الطارئة على البنية الشعرية. بانتقال الأدب من البداوة إلى الحضارة تنتقل القصيدة إلى مرحلة التدوين، ولأن التدوين قرين التحضر، فقد صار بإمكان الشعراء أن يدونوا قصائدهم خشية ضياعها، وأن يكون هناك رواة محترفون. انتقلت القصيدة إذن إلى مرحلة من التعقيد، لأنها لا تعتمد على الانتقال الشفاهي. وحين ننتقل إلى العصر الحديث تظهر آلات الطباعة ويختفي الشاعر. أصبح الشعر مجرد حروف صامتة على الورق الأبيض. إن هذا يفسر بعضًا من أسباب خروج الشعراء على إيقاعات الخليل، لأن الشاعر لا يهتم بإلقاء شعره أمام الجمهور. لقد تغيرت الآلة، فتغيرت بنية الشعر. وبظهور شبكة الإنترنت، تظهر القصيدة التي تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. لقد حاولت أن أدرس التغيرات المختلفة التي طرأت على القصيدة بسبب وجودها في وسط جديد، سواء كان فيسبوك، أو تويتر، أو إنستغرام، أو يوتيوب، أو مدونة إلكترونية، أو مجلة أدبية تصدر من خلال شبكة الإنترنت. حاولت بإيجاز أن أرصد المميزات المختلفة لكل منصة إلكترونية من هذه المنصات، ومدى تأثير ذلك على بنية القصيدة.