عصرنة الصعلکة وصعلکة العصرنة (الشاعریّة المعاصرة أنموذجاً)

الملخص

تُعد ظاهرة البؤس والتصعلك وما ینتج عنها الشغل الشاغل لکثیر من الباحثین في بلدان العالم المختلفة وخصوصاً في المجتمعات والحکومات ذات الاقتصاد السيّء، حیث تزداد المشکلة تعقیداً، وفي الواقع ثارجدل طویل حول شعر الصعلکة وقیمة دراسته الأدبیّة، والاجتماعیّة، والاقتصادیّة وجدواها علی الأدب والشعر وأثرها في المجتمعات البشریّة، وهذا الذي یدعو للتأمّل وإمعان النظر في عللها وأسبابها ومعالجة الأدباء والشعراء لها. إذن یتصدّی البحث لدراسة الصعلکة في رؤیة وفکر الشعراء الذین عصفت بهم هذه الظاهرة، أیضاً تبلور المجتعات الفقیرة في شعرهم وأثرها علی نفوسهم وفي تجاربهم الأدبیّة، ومن ثمّ مقارنة هذه الظاهرة بصعلکة بعض العصور المنصرمة بما فیها العصر المبدع لها وأقصد به العصر الجاهلي، لتخرج الدراسة بنتائج ملموسة تلفت انظار وانتباه الجهات المعنیة بإنسانیة الإنسان في المجتمعات ذات الاقتصاد السيء والمحدود، وکذلك المجتمعات التي تتفشّی فیها هذه الظاهرة، أعني ظاهرة البؤس والفقر والحرمان، هذا الوحش المهلك.