التباين المكاني لمؤشرات التنمية البشرية في المملكة العربية السعودية

الملخص

اهتمت هذه الدراسة بتناول موضوع التنمية البشرية في المملكة العربية السعودية وذلك من المنظور الجغرافي. وركزت على تحليل وتفسير التباين المكاني لمؤشرات التنمية البشرية على مستوى مناطق المملكة الإدارية، وعمل تصنيف تنموي لها بناءً على قيمة أدلة التنمية البشرية، بالإضافة إلى تقييم الأبعاد الرئيسة التي يشملها دليل التنمية البشرية – الصحة والمعرفة والمستوى المعيشي اللائق – وذلك من حيث بيان مواضع التميز والتعثر في كل منها. ولتحقيق أهداف الدراسة تمت الاستفادة من بعض الأساليب الإحصائية كالتحليل العنقودي، ودليل موران.
وتوصلت الدراسة إلى أن التنمية البشرية تتوزع بشكل عشوائي بين مناطق المملكة الإدارية. وتبين من التحليل الكمي أن بُعد المستوى المعيشي هو أكثر أبعاد التنمية البشرية تفاوتاً على مستوى مناطق المملكة الإدارية. كما أظهر التحليل العنقودي خمسة أنماط مكانية للتنمية البشرية وهي: نمط التنمية البشرية المرتفعة جداً وتمثل في منطقتي الرياض ومكة المكرمة؛ وتميزت هذه المناطق بارتفاع بُعدي المستوى المعيشي والمعرفي من أبعاد التنمية البشرية. ونمط التنمية البشرية المرتفعة ونجده في المدينة المنورة، المنطقة الشرقية، وعسير؛ وتميزت هذه المناطق بارتفاع البُعد الصحي للتنمية البشرية. ونمط التنمية البشرية المتوسطة وظهر في القصيم، تبوك، حائل، نجران، الباحة، والجوف؛ وتبين انخفاض بُعد المستوى المعيشي للتنمية البشرية بهذه المناطق. ونمط التنمية البشرية المنخفضة وتمثل في منطقة الحدود الشمالية وانخفضت فيها جميع أبعاد التنمية البشرية. ونمط التنمية البشرية المنخفضة جداً وتمثل في جازان حيث تدنى مستوى جميع المؤشرات بمنطقة جازان.
وبناءً على ما توصلت إليه الدراسة من نتائج، اقترحت الدراسة بعض التوصيات هي: العمل على تكامل المنظومة الصحية بكافة مناطق المملكة الإدارية، والارتقاء بمنظومة التعليم العالي بما يحقق بناء مجتمع المعرفة، وتحسين المستوى المعيشي للسكان ليكون جميع الأفراد جزءاً من منظومة التنمية البشرية، والتركيز على تحقيق تنمية بشرية مرتفعة جداً في كافة مناطق المملكة الإدارية.