التحالفات الدولية والإقليمية في المنطقة العربية والمواقف المختلفة منها (2011م – 2015م)

الملخص

هدف البحث إلى دراسة وتحليل التحالفات الدولية والإقليمية التي تتنافس منذ عام (2011م – 2015م) في ساحة عدد من الدول العربية المضطربة سياسياً وعسكرياً وفي مقدمتها سوريا والعراق، والتي شكلت وما زالت بهدف مكافحة الإرهاب الذي تقوده "داعش" أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، حتى أصبح من غير الممكن تحقيق الأمن والسلام في هذه الدول دون اللجوء إلى الحلول العسكرية بجانب السياسية، ومن بين تلك الحلول إعلان المملكة العربية السعودية على لسان ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في منتصف ديسمبر/ كانون الأول (2015م)، تشكيل "التحالف الإسلامي العسكري" الذي لاقى ترحيبباً واسعاًعلى المستويين الدولي والعربي، وفي الوقت نفسه كانت هناك علامات استفهام وانتقادات حادة لهذا التحالف من قبل إيران وميليشياتها الشيعية المتعددة دون الأخذ بعين الاعتبار لهدف التحالف المعلن وهو محاربة الإرهاب بقيادة عربية إسلامية مشتركة، لا سيما وأن المناطق المشتعلة في الوطن العربي تشهد ثلاثة أشكال من التحالفات العسكرية: الميليشيات الشيعية المسلحة، القوات النظامية، والتحالفات الإقليمية، والتي أدت جميعها إلى تكوين التحالف الإسلامي العسكري كظاهرة حتمية تقتضيها ظروف المنطقة استمراراً لنهج الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بأخذ زمام الأمور في المنطقة، الأمر الذي فتح الباب للرياض لتأخذ مكانتها كقوة إقليمية، حيث لم تعد تقود الخليج أو توجه الجهود السياسية والعسكرية العربية فحسب بل والعالم الإسلامي أيضاَ، وقد أتى تشكيل التحالف في إطار الشرعية الدولية والقبول الدولي والعربي والإسلامي، إلا أن البعض يرى أن الدعوة إلى تشكيل تحالف سني يجعل دول الخليج تحارب الإرهاب من تحت مظلة تحالف طائفي، كما رأى البعض أن سرعة المبادرة والإعلان المفاجئ عن التحالف قد أربك الدوائر السياسية والعسكرية، حيث لا يزال التحالف بحاجة كبيرة إلى تسويقه وبحاجة إلى مزيد من الوقت ليتحول إلى قوى عسكرية تتعقب الإرهاب أينما وجد وتحاربه.