ظاهرة الحذف وأثرها في تحقيق تماسك النص: دراسة لغوية تطبيقية لقصيدة من العصر الأموي

الملخص

هدفت هذه الورقة إلى الوقوف على ظاهرة الحذف عند القدماء والمحدثين، وكذلك على مفهوم النص ومعالجته في التراث الأدبي، ومن ثم معالجته عند المحدثين من جانبين: أولا في ضوء النحو التوليدي، وثانيا في ضوء علم لغة النص. تبنت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي لقصيدة من قصائد الشعر الأموي، فأتخذ الإطار التطبيقي جانبين: أولا: جانب تقليدي يهتم بحكم حذف العنصر المحذوف في النحو العربي، ونوعه، والبنية الأساسية، والبنية السطحية لتراكيبه وفقا لقواعد النحو التوليدي. وثانيا: جانب نصي إحصائي يهتم بتعدد وتكرار المحذوف ومرجعيته على مستوى النص كافة. تمثلت مشكلة الدراسة في سؤالين جوهريين: ماهي الوظيفة التي تقدمها ظاهرة الحذف في النص الشعري التراثي؟ وما هو الأثر الذي يحققه غياب العنصر المحذوف في النص ذاته، ومتلقيه؟ توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أهمها: أولا: إن الشاعر الأموي تمكن من توظيف أداة الحذف؛ ليجعل النص محبوكا متماسك نحو هدف واحد، وهو: التعبير عن شقائها في العشق. ثانيا: تنوعت المحذوفات من حيث نوع الكلمة إلا أن غياب العنصر المحذوف الأكثر تكررا - اسم المحبوبة- دل على أن القصيدة تتماسك لتبرز موضوعا واحدا، هو: فقد المحبوبة. ثالثا: تعددت أغراض الحذف إلى جانب غرض تماسك النص، فكانت تارة للمحافظة على القافية أو لغة الشعر، وتارة أخرى لمقاصد نحوية.رابعا: أظهر التحليل النحوي أهمية أداة الحذف في البنية السطحية، ومدى قدرته على توسيع الدلالة عند احتمالية معانٍ كثيرة ترتبط بما هو مذكور في السياق. وفي الختام استنتجت الدراسة أن الجمع بين الدراسة التقليدية والدراسة النصية لا غنً عنه في ظل الدراسة النصية. وأخيراً توصي الدراسة بإجراء المزيد من الدراسات الحديثة على النصوص التراثية، وبالتالي إحياء النص القديم من خلال تطبيق نظريات علم اللغة الحديث.