القواعد التّوجيهيّة لظاهرة الحَمْل النّحويّ عند أبي حيّان الأندلسي – البحر المحيط أنموذجًا –
الكلمات المفتاحية:
الملخص
القواعد التّوجيهيّة لظاهرة الحمل قواعد كليّة بِمُجْمَلِها، تهدف إلى تسويغ التّوجيهات النّحويّة للنّحاة، فتُستَعْمَلُ لترجيح الوجوه الإعرابيّة في المسألة الواحدة. وقد اتسمت هذه القواعد عند أبي حيان بضوابط وسِمات بارزة منها مجيئها متناسقة متكاملة، فلم تكن متناقضة بأن يكون بعضُها نافيًا بعضها الآخر، بل أتى بها أبو حيّان غالبًا لتعضيد إنكاره لبعض الوجوه الإعرابية التي ذكرها النّحاة السابقون له، وكان يختار الوجهَ الأقرب من غيره في التّفسيرات الإعرابيّة، ويجريه على القواعد النّحويّة مبتعِدًا عن الاحتمالات البعيدة المتكلَّفة، ولذا نجده متشدِّدًا في الحمل على الجوار بطريق الخفض وكذا الحمل بالتضمين، يلجأ في الأول إلى وجوهٍ إعرابيّةٍ يراها أبعَدَ عن التّكلُّف ويرى أن الثاني لا يصار إليه إلا عند الضرورة؛ لأنَّ إجراء اللفظ على مدلوله الوضعي أولى من التضمين. وكذلك خَصَّ الحمل على التّوهّم بباب العطف، ولم يُجِز القياس عليه لأنّه عنده من الضّرورات وهو ضعيف، والضرورة لا يقاس عليها، بل الحمل على لغة -وإن كانت قليلةً- أولى من الحمل على التّوهّم الذي يَعدُّه غير مقيس أو شاذًا.
لقد بيَّنت كلّ هذا في بحثي وأظهرت القواعد والمعايير التي اعتمدها أبو حيان متطرِّقًا إلى دراسة بعض أمثلته الواردة في "البحر" معتمدًا المنهجين التحليلي والاستقرائي.