آثار التغيرات المناخية على المنتوج السياحي الواحي بواحتي تغمرت وأسرير بإقليم كلميم – المملكة المغربية

الملخص

تعد التغيرات المناخية التي يشهدها العالم حاليا من أهم انشغالات الدول سواء كانت متقدمة أو متخلفة. والمغرب بدوره لم يسلم من هذه التغيرات بحكم موقعه الجغرافي، وعلى الرغم من أن المشاكل البيئية التي يواجهها المغرب اليوم، ليست جديدة، إلا أن فهم أبعادها جاء متأخرا نوعا ما، بعد ملاحظة أثر التدهور البيئي الذي مس واحات الجنوب المغربي. ولم تسلم واحتي تغمرت وأسرير بإقليم كلميم من هذا التدهور، الذي ساهم في إضعاف التنمية الاقتصادية وتناقص إمكانياتها.
وحتى اليوم، قليلة هي الدراسات الاستطلاعيّة حول العلاقة بين السياحة والآثار المحتملة لتغيّر المناخ. وتبرز الحاجة إلى معالجة نقاط أساسية عديدة، تشمل معرفة عميقة لمتطلبات السياحة وحاجاتها للتكيّف مع المناخ، والبيئة، وأحوال الطقس، والرصد المبكر، ومدى حساسيّة مختلف المنتجات، والخدمات السياحية، وتأثّرها بتغيّر المناخ، إلى وضع سيناريوهات للمخاطر والتهديدات المحتملة فيما يتعلّق بتغيّر المناخ في الواحتين، لذلك ينبغي بذل جهود جادّة من أجل تحديد وسائل مستدامة أخرى للسياحة قد تكون أقل حساسيّة لتغيّر المناخ وآثاره، ولا بدّ من تخطيط متكامل وشامل من أجل تعزيز فرص نجاح المسار المستقبلي للتنمية السياحية الواحية.
وتهدف هذه الدراسة إلى إبراز المخاطر المناخية، التي تهدد الواحتين بإقليم كلميم. فللمناخ آثار على مواردَ بيئيّة عديدة تشكّل أسُساً مهمّة في التنمية السياحة، ويتأثّر البعض منها تأثّراً شديداً، وبطرق مختلفة بتقلّب المناخ، وتغيّره. لذلك فإن المجهودات التي يبدلها معدي المجال لمواجهة آثار التغيرات المناخية، سواء من خلال احترام وتطبيق الإجراءات الدولية للحد من الاحتباس الحراري، أو عبر سياسة وطنية هدفها الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية السياحية المستدامة بالمنظومات الواحية، أو عبر سياسة محلية يسهر عليها المتدخلون في هذا المجال الواحي الواعد، كما تهدف الدراسة إلى تبيان مدى إمكانية اعتماد السياحة كبديل، ومكمل تنموي يسعى إلى النهوض بالاقتصاد الواحي في إطار تدبير الندرة.