التحليل المكاني للمواقع الأثرية والتاريخية وعلاقتها بالعوامل الطبيعية والبشرية، دراسة حالة: منطقة الباحة

الملخص

هدف هذا البحث إلى دراسة التوزيع الجغرافي للمواقع الأثرية والتاريخية في منطقة الباحة، وتحليل العلاقات المكانية بينها وبين باقي الظواهر الجغرافية والبشرية في المنطقة، مما يحقق لنا رؤية شاملة للوضع الراهن لهذه المواقع الأثرية والتاريخية، والسعي لتنمية الوعي بأهميتها السياحية لمنطقة الباحة. ولتحقيق أهداف البحث تم استخدام منهج التحليل المكاني في بيئة نظم المعلومات الجغرافية لقياس العلاقات المكانية بين الظاهرات في منطقة الدراسة من خلال ما تحتويه هذه التقنية من أدوات إحصاء وتحليل مكاني متعددة كما تم اعتماد الأسلوب الكارتوجرافى في التمثيل الخرائطي لعرض ورسم الخرائط باستخدام برنامج نظم المعلومات الجغرافية ArcGIS 10.6.
وتوصلت الدراسة إلى حصر المواقع الأثرية والتاريخية في منطقة الباحة الذي بلغ حوالي 129 موقعاً توزعت بين 7 محافظات، كان توزيعها النسبي متباينا جدا بين الجزء الغربي والجزء الشرقي من المنطقة (حوالي 97 موقعا يقع شرق السروات و32 موقعاً غربها أي بنسبة توزيع 75% من المواقع في الشرق و25% من المواقع غرب السروات) في ارتباط وثيق بمظاهر السطح والموارد المائية والثروات المعدنية وطرق التجارة القديمة. وكان توزيع المواقع الأثرية والتاريخية في منطقة الباحة توزيعا متقاربا في مجمله (معامل صلة الجوار=0.63) وذلك لانحصار وصغر مساحات السهول الصالحة للاستيطان وطغيان المرتفعات شديدة الانحدار والصحراء الواسعة على مساحة منطقة الباحة. أما كثافة تركز المواقع الأثرية والتاريخية فقد كانت مرتفعة في الجزء الشرقي في حين انخفضت في الجزء الغربي من منطقة الدراسة.
وأوصت الدراسة بأهمية استخدام تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية للاستفادة منها في دراسة البعد المكاني للمواقع الأثرية والتاريخية ومدى التداخل المكاني بينها وبين مختلف الظواهر الطبيعية والبشرية في منطقة الدراسة. استغلال مخرجات التحليل المكاني في إعداد أطلس أثري يحتوي على خرائط ورسوم بيانية توضيحية وصور للمعالم والأماكن الأثرية في المنطقة لغرض استغلال وتسويق هذه الموارد الكامنة سياحيا. تشجيع الدراسات والأبحاث التي تسهم في إبراز أهمية المواقع الأثرية والتاريخية والتشجع على استغلالها في محاولة لدمج معمق لمنطقة الدراسة في المجالات السياحية.