دراسة التأثير العكسي لتلوث الهواء على اضطرابات طيف التوحد لدى عينة من الأطفال العراقيين

الملخص

يعد طيف التوحد اضطراباً في نمو دماغ الأطفال خلال السنوات الثلاثة الأولى يؤدي إلى ضعف في التفاعل أو التواصل الاجتماعي، وهناك دراسات قليلة بينت علاقة تلوث الهواء وزيادة خطر الاصابة وتطورها. هدفت هذه الدراسة إلى التحقق من تأثير ملوثات الهواء على مرض اضطراب طيف التوحد لعينة من الأطفال العراقيين وذلك من خلال متابعة جودة الهواء بقياس معدلات ملوثات الهواء أول أوكسيد الكربون وثنائي أوكسيد الكربون وثنائي أوكسيد النتروجين وثنائي اوكسيد الكبريت والأوزون والأجسام الميكروية العالقة الكلية وMP10 في أحياء بغداد ومقارنتها مع النسب الطبيعية العالمية لملوثات الهواء للعام 2017- 2018. تم اختيار عينة من الأطفال المشخصة بالتوحد من قبل لجنة طبية (25 طفلا بعمر المدرسة 4- 10 سنوات) من احد الأحياء التي اظهرت معدلات عالية من الملوثات وبعدها تم التأكد من طبيعة مصادر التلوث في الحي السكني ودراسة التكامل الحسي والنفسي لدى الأطفال ومقارنة النتائج مع عينة من الأطفال الأصحاء من نفس العمر وفي نفس المحافظة. دلت نتائج جودة الهواء على وجود نسبة من الملوثات في حي الوزيرية أعلى من مثيلاتها في باقي الأحياء. اظهرت النتائج أيضا أن أطفال التوحد يسكن قريباً من عدة مصادر تلوث مثل، مخبز، محطة وقود، معمل صناعي، محرقة نفايات، مولدة كهرباء وان هناك نسبة 80% من الأطفال تحت الدراسة مصاب بالتوحد المعتدل في حين 20% مصاب بالتوحد الشديد بالمقارنة مع الأطفال الأصحاء الذين يسكنون في منطقة خالية معنويا من تلك المصادر0.0001<p>0.0000 ، ربما يكون التعرض لهذه الملوثات سببا لتفاقم اضطرابات التوحد، إذ لوحظ وجود فارق معنوي في عدم التكامل الحسي والنفسي بين أطفال التوحد والأطفال الأصحاء 0.0001<p>0.00001. تستنتج هذه الدراسة أن أحياء بغداد تختلف في نسب جودة الهواء وان حي الوزيرية سجل ارتفاعاُ في نسب الملوثات والتي قد تؤثر سلباً على اضطراب طيف التوحد المعتدل وربما تؤدي إلى تطوره إلى توحد شديد، ولذلك توصي الدراسة بضرورة حماية أطفال التوحد أو الام الحامل من التعرض المستمر والمباشر إلى مصادر التلوث.