أساليب الحرب الإعلاميّة في المنظمات الإرهابية وآليات التصدي لها دراسة نظرية تحليليّة على ما يسمى "تنظيم الدولة الإسلامية"
الكلمات المفتاحية:
الملخص
يهدف هذا البحث إلى دراسة الحرب الإعلاميّة وكيفيّة استخدامها من قبل المنظّمات الإرهابيّة من خلال تحديد ظروف نشأتها وإبراز آليّاتها وتحليل أهمّ ملامحها لدى المنظّمات الإرهابيّة بصفة عامّة و ما يسمى ب"تنظيم الدولة الاسلامية" بصفة خاصّة.
وما جعلنا نهتم بالبحث في هذا الموضوع هو تزايد أهمية الحرب الإعلامية والدور الأساسي والمحوري الذي صارت تلعبه وسائل الاتصال والإعلام التقليدية وخاصة الحديثة وما يسمى بالإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي في الحروب والنزاعات واستخدامها المتزايد من قبل المنظّمات الإرهابيّة لاستقطاب "المجاهدين" وبث أفكارهم التكفيريّة ومعتقداتهم و تنسيق العمليّات الاجرامية التي يقومون بها في شتى دول العالم.
وحتّى نتمكّن من تحليل الاستراتيجية الاتصالية والإعلامية لما يسمى بـ"تنظيم الدولة الاسلامية" تحليلا علميّا دقيقا ودراسة سبل وأساليب تجسيدها والوسائل والمضامين الدعائيّة التي يبثّها وينشرها توخّينا المنهج الوصفي التحليلي، "الذي يعتمد على دراسة الظاهرة كما توجد في الواقع ويهتم بوصفها وصفا دقيقا" واعتمدنا آليات وأدوات التحليل الكمّي وكذلك الكيفي.
بعد شرح وتحليل مكوّنات وأدوات الاستراتيجية الاتصالية والإعلامية " المتّبعة تبيّن لنا أن ما يسمى بـ"تنظيم الدولة الاسلامية" يتحكّم كلّيا في العمليّة الاتصالية ويمزج بين الوسائل الاتصالية الإعلامية التقليدية والوسائل الحديثة ويستعمل الرمزية على مستوى الشكل والمضمون من خلال اختيار التواريخ واستخدام المرجعيات الدينية لتبرير أعماله الإجرامية وإضفاء نوعٍ من المصداقية عليها. . .
وخلص بحثنا إلى أن التصدي للحرب الاتصاليّة والإعلاميّة التي تشنّها المنظمات الإرهابية عامّة وما يسمى بـ"تنظيم الدولة الاسلامية" خاصّة يتطلّب تشديد الرقابة على وسائل الاتصال والإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي المشبوهة وتكثيف التعاون الاتصالي والإعلامي الدولي خاصّة مع الدول التي تضرّرت من الجرائم الإرهابية وتنظيم حملات توعويّة حول مخاطر المضامين الإعلامية الإرهابيّة الموجّهة للشبّان والأطفال وإدراج "التربية على وسائل الاتصال والإعلام" كمادّة دراسيّة إجباريّة في المدارس والمعاهد الثانويّة حتّى نهيّئ جيلا قادرا على التعامل بإيجابيّة وذكاء مع وسائل الاتصال والإعلام التقليديّة وبالخصوص الحديثة.