إسلاموفوبيا من مستويين: صورة المسلم الأمريكي بين الإدماج والتغريب في الفضاء العمومي في تقارير خبر شابيل هيل
الكلمات المفتاحية:
الملخص
تتناول هذه الورقة بشكل نقدي رصدا لتحيز وسائل الإعلام التقليدية في الولايات المتحدة الأمريكية في تغطية حادث إطلاق النار بمدينة شابل هيل، بولاية كارولينا الشمالية، والتي كانت عبارة عن تغطية من مرحلتين من التحيز، أو ما يصطلح عليه في هذه الورقة ب"تحيز مزدوج". وكانت هاتان المرحلتان في التغطية لجريمة كراهية المسلمين، أو ما بات يعرف بالإسلاموفوبيا، تحصيل لعمل دؤوب سعت من خلاله وسائل الإعلام الرئيسية في تأطير جريمة القتل إلى حادث لا ترتبط دوافعه بالإسلاموفوبيا. وقد أدت محاولات وسائل الإعلام لحجب الإسلاموفوبيا وإعادة تفسيرها إلى جريمة عادية إلى 'إسلاموفوبيا من درجتين' تميزت تفاصيلها بتحيز مزدوج، أي تحيز قبل التغطية وتحيز خلال التغطية. بموازاة مع نظرية التأطير الإيديولوجي، اعتمدت في هذا البحث منهجية تحليل المحتوى والذي يقوم بتوفير وتحليل المعطيات الرقمية والنوعية. و لجمع البيانات التي سيتم تحليلها ومناقشتها، تم استخدام قاعدة البيانات الأكاديمية (ليكسيس نيكسيس). أما فيما يتعلق بتحليل هاته المعطيات، تم استخدام برنامج (أطلس تي أي) وهو الآخر عبارة عن برنامج استخراج وترتيب و تحليل البيانات الرقمية والنوعية . وقد كشفت الدراسة إلى استخلاص أن وسائل الإعلام التقليدية، كشبكة سي إن إن وفوكس نيوز، أظهرتا ظاهرة الإسلاموفوبيا على مستويين حيث إن معدل نشرات الأخبار على فوكس نيوز لا يتجاوز الصفر. و قامت شبكة سي إن إن هي الأخرى بتغطية للحادث أساءت فيه تفسير الخبر وبالتالي شوهت صورة الضحايا لدى الرأي العام الأمريكي حيث قامت بوضع الحادث في إطار إيديولوجي يلخص مكانة المسلمين الأمريكيين في الفضاء العمومي الأمريكي على أنهم جزء من 'الٱخر ' وعلى أن الجريمة ليست لها صلة بالإسلاموفوبيا. إن هذه النتائج المحصل عليها ستغني لا محالة البحث في العلاقة بين وسائل الإعلام التقليدية في الولايات المتحدة الأمريكية والمسلمين الأمريكيين وجهود الإعلام الأمريكي في إعادة تشكيل الهوية المسلمة إلى هوية غريبة عن وطنها الأمريكي، لا سيما في سياق التعددية الدينية.