المجاورون في مكة في القرنين السابع والثامن للهجرة
الكلمات المفتاحية:
الملخص
لقد حظيت مكة بما نالته من قدسية ومكانة في نفوس المسلمين بنصيب وافر من الكتابات المختلفة التي غطت جوانب سياسية وحضارية متنوعة من تاريخها عبر العصور المختلفة ، ومع ذلك فإننا نلحظ من خلال دراستنا بأن مكة على الرغم من أهميتها العظيمة إلا إن مصادر التاريخ الإسلامي كانت حريصة على تناول تاريخ مكة منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى منتصف القرن الثاني الهجري ، يوم كانت مكة مركزاً للنشاط السياسي والعلمي على السواء ، ثم بدأ هذا الحرص يتضاءل ولاسيما منذ مطلع القرن الثالث الهجري ، فلم تعد تلك المصادر تمدنا إلا بالنزر القليل الذي تركز بالدرجة الأولى على تاريخ مكة الديني ، كإقامة الحج للناس ونحو ذلك ، ونادراً ماتشير إلى أوجه الحياة السياسية والاقتصادية والحضارية لهذا البلد ، غير أن هذه المعلومات القليلة مع ماكتبه مؤرخا مكة الأزرقي والفاكهي في القرن الثالث ، تقدم للباحث معلومات مهمة عن تاريخ مكة طوال القرون الثلاثة الأولى ، وبموت هذين المؤرخين الأزرقي في سنة 250ه والفاكهي في سنة 280ه دخل تاريخ مكة في غياهب النسيان تقريباً ، وأحاطه الغموض الذي استمر على مدى خمسة قرون ، إلى أن قيض الله لها مؤرخا من أبنائها في القرن الثامن الهجري هو تقي الدين الفاسي فقد أحس الفاسي بالفراغ الذي يعانيه دارسو تاريخ مكة مما حمله على تصنيف كتابيه القيمين (العقد الثمين) و (شفاء الغرام ) وهما من أهم الكتب التي اعتمدت عليها في دراستي للمجاورين بمكة، ونظراً لأهمية هذه الطبقة (المجاورون) في المجتمع المكي ودورها الكبير فيه فقد وقع اختياري على هذا الموضوع للبحث.