اتجاهات الشباب الجامعي نحو الهجرة في ظلّ الحرب على سورية طلبة جامعة تشرين نموذجاً

الملخص

تشكل هجرة الشباب الجامعي ظاهرة اجتماعية ديموغرافية تمسّ الدول النامية بوجه خاص، ما يجعلها تحدياً اجتماعياً واقتصادياً وأمنياً. فهي ظاهرة تزداد انتشاراً في ظلّ تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية بشكل ملحوظ. حيث تدفع رحى الحروب بشبابها وأحلامهم للهروب إلى ظروف أكثر انسجاماً مع خططهم وطموحاتهم المستقبلية، كما هو حال الشباب السوري في هذه المرحلة التي يسودها عدم الاستقرار منذ عقد من الزمن. قامت هذه الدراسة بتسليط الضوء على هذه الفئة في المرحلة الراهنة، بسبب تفاقم الظاهرة بشكل ملحوظ بين الشباب في مجتمعنا، وتوجهت لمعرفة اتجاهاتهم نحو الهجرة، وسبر أهم الأسباب التي تشكل الاتجاهات الإيجابية نحو الهجرة لديهم. فالخسارة الفادحة التي يتكبدها قطرنا العربي السوري بهجرة الشباب الكفؤ وذي الخبرة علمياً وطبياً ومهنياً لا يمكن تجاهلها في أي حال من الأحوال، فهم السند الذي تعتمد عليه بلادهم في إعادة إعمارها وانتشالها من الدمار الذي حلّ بها منذ عقد من الزمن، ومعرفة اتجاهات الشباب الجامعي على اختلاف مستوياتهم العمرية والتخصصية تشكل أرضية قوية يمكن من خلالها التحرك لحل مشكلاتهم وتفعيل دورهم للحيلولة دون هجرتهم. لتحقيق أغراض البحث، وبالاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي، تم تصميم أداة الاستبانة وتحكيمها وتوزيعها على عينة البحث البالغة 60 مفردة من طلبة جامعة تشرين كنموذج لهذه الفئة في مختلف الجامعات السورية. وقد تم تحليل البيانات باستخدام نظام الـ SPSSالإحصائي، وخلصت نتائج البحث إلى: - وجود علاقة ارتباطية ذات دلالة احصائية بين بعض المتغيرات المدروسة بشكل واضح. - وجود أثر واضح لمتغير الجنس الذي كان لصالح الذكور في الرغبة بالهجرة أكثر من الإناث. - برز أثر متغير العمر ضمن الفئة العمرية (29-25) عاماً كأكثر فئة لديها اتجاهات ايجابية للهجرة. - أوضحت النتائج أثر متغير الوضع الاقتصادي كأهم دافع للشباب نحو الهجرة. - وبالمقابل أظهرت نتائج الدراسة عدم وجود علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية لبعض المتغيرات المدروسة: كعدم وجود أثر لنوع الدراسة والتخصص (كليات نظرية أو تطبيقية) ومكان الإقامة (مدينة-ريف) ومتغير النزوح الداخلي (المرتبط بحالة الحرب على سورية(. وبناءً على النتائج التي خلص إليها البحث، قامت الباحثة باقتراح مجموعة من التوصيات للحدّ من ظاهرة هجرة الشباب بشكل عام والشباب الجامعي بشكل خاص، شملت عدّة مستويات منها الاجتماعي والحكومي؛ ومن أهمها ضرورة التركيز على مسألة توثيق هذه الظاهرة ضمن سجلات رسمية في سورية، الأمر الذي من شانه أن يساعد على دراستها بشكل إحصائي أكثر دقّة وشموليّة.