غابة المعمورة بين إشكالية التغيرات المناخية والضغط البشري وسبل التأقلم (المغرب)
الكلمات المفتاحية:
الملخص
تتميز الغابات المغربية بتعدد الأنظمة البيئية، وبتنوع بيولوجي ملحوظ، يتمثل في حوالي(4.000) نوعا نباتيا و(550) من الفقريات و(1.000) من أنواع حيوانية أخرى. وتلعب النظم الغابوية عدة وظائف من بينها مكافحة التصحر والمحافظة على التنوع البيولوجي وهيكلة المجال الطبيعي. فاختلال التوازنات البيئية تحت الضغط البشري والانعكاسات المتعلقة بالتغيرات المناخية يتطلبان وضع القطاع الغابوي في قلب مشاريع التنمية المستدامة للبلاد.
تعتبر غابة المعمورة تراثا وطنيا ذو أهمية كبرى في المغرب، وتعد من أكبر غابات البلوط الفليني امتدادا في العالم، الذي تمثل فيه حوالي (150.000) هكتار من مساحة (300.000) هكتار منتشرة في باقي بلدان حوض البحر الابيض المتوسط.
وبالرغم من الامتيازات التي تتوفرعليها غابة المعمورة، إلا انها تعاني من تدهور كبير في التشكيلات الغابوية، والنظم البيئية، هذا التدهور في الحقيقة لم يكن وليد اللحظة بل يرجع إلى فترات تاريخية قديمة، تحكمت فيه مجموعة من العوامل طبيعية وبشرية، إما بسبب الرعي العشوائي والمكثف أو الإستغلال المفرط للموارد الغابوية من طرف ساكنة المنطقة وكذلك الزحف العمراني، اما العامل الطبيعي يتمثل في التغيرات المناخية التي عرفتها الغابة خلال السنوات الأخيرة، المتمثلة في عاملين أساسين هما تراجع التساقطات المطرية وارتفاع درجة الحرارة، إضافة إلى الأمراض البيولوجية، الشيء الذي يدل على أنها تتواجد في وضعية غير ملائمة لضمان استمراريتها، مما دفع الدولة من خلال مؤسساتها سن استراتيجيات ومخططات جديدة بمساهمة المجتمع المدني ممثلا في العديد من الجمعيات والتعاونيات، وذلك بهدف ترشيد استغلال الموارد الغابوية دون المساس باستدامتها والتأقلم مع التغيرات المناخية التي باتت تؤثر على غابة المعمورة.