مدارات بناء المعنى في الفيلم المغاربي: قراءة في مفهوم التحرّر
الكلمات المفتاحية:
الملخص
يكتسي حضور مفهوم التحرّر في السّينما طابعا خاصا، وذلك لما تعتري بنية هذا التّعبير الفنّيّ من خصوصيّات وامتيازات تفتقدها باقي الفنون الأخرى. إذ يعتمد بناء العمل السّينمائيّ أساسا على الصّورة، فهي المكوّن المركزيّ للخطاب الّذي يقدّمه ولغته، والوِحدة الّتي تشكّل معاني مضمونه، فتجمع بين المادّة السّرديّة في الفيلم وتمثّلات التّعبيرات البصريّة الّتي تنتجها.
إذا، فالصّورة السّينمائيّة هي نتاج تفاعلات منبعها فكريّ بالأساس، أي أنّ نظام تكوينها يقوم على إنتاج المعنى واستنبات المفاهيم، ليكون ذلك المقياس الذّي يحدّد مستواها. وينصبّ الاهتمام في نسجها على البحث والتوغّل أبعد ما يكون في ما يمكن أن تتيحه من دلالات وتأويلات، منطلقها في ذلك الواقع، لكن مضمونها أبعد ما يكون عن محاكاة ذلك الواقع، لتكون بنيتها تراوح بين الواقع والإيحاء. ولأجل تطوير الصّورة السينمائيّة واستجلاب أقصى طاقاتها، كان لا بدّ لها أن تُحرّر في جميع مستوياتها، علّها تصل إلى بواطن المواضيع التي تطرحها، وما ينتظره جمهورها منها. فما كان من صنّعها إلّا التوجّه نحو آفاق رحبة من الإبداع الفنيّ والفكريّ، واقتحام عوالم كان فيما سبق صعب طرق أبوابها، فالحديث عن تطورّ سينما ما وإشعاعها لا يستوي دونما فكر متحرّر.