حقوق الزوجة في النص القرآني (دراسة سيسيولوجية نظرية)

الملخص

وضعنا في دراستنا هذه عدداً من التساؤلات عن كيفية تصوير النص القرآني للزوجة، وماهي الحقوق التي منحها إياها وكيف نُظمت، وما مدى توافقها مع واقعنا الاجتماعي المسلم. وقد حددنا هدف الدراسة في تبيان حقوق الزوجة في النص القرآني ومحاولة مقارنتها بالواقع عبر الملاحظة العلمية. ولتحقيق الهدف والاجابة عن التساؤلات استعنا بالنظرية التفاعلية الرمزية والنظرية الوظيفية الأكثر اشتغالاً في المواضيع الأسرية واللتان بالاستعانة بهما درسنا واقع حقوق الزوجة في النص القرآني، في اتجاهه النفسي والاجتماعي ثم اتجاهه المالي.
وهذه الدراسة من دراسات علم الاجتماع الديني، ومن هنا تنطلق الأهمية في الدراسة الاجتماعية لحقوق الزوجة قرآنياً، ولكون ذلك ليس بالأمر الهين ويحتاج إلى جهد ذهني وفكري غير عادي تخوفاً من ملامسة الخطأ، لذا اعتمدنا على تحليل المضمون بحذر شديد، وتوصلنا لعدد من النتائج نلخصها بما يأتي: حدد النص القرآني حقوقاً اجتماعية ونفسية تجعلها تعيش في سكن ومودة ورحمة، منها على سبيل المثال حق القوامة عليها، وحقها بالخلع متى استحالت الحياة مع الزوج، كذا حدد لها حقوقاً مادية لم تسبقه إليها التشريعات الأخرى، كحقها في الميراث وميزة إدارة شئونها المالية، فلا تقوم على احد بمالها إلا متى شاءت، كما نظم النص القرآني حقوق الزوجة في الطلاق إذ لم يعط الحق الكامل للزوج بالتحكم بحياتها وذلك بتحديد عدد الطلقات، كما وانه حفظ حقوقها أثناء الرضاعة والحضانة بضرورة الانفاق عليها وكسوته، وعلى الرغم من وضوح حقوق الزوجة في النص القرآني إلا أن غلبة الموروث الثقافي على حقوق الزوجة قرآنياً –في بعض الأسر المسلمة– تحًول من دون تمكين الزوجة من الكثير منها.