التجربة الصوفية في شعر محمود درويش- قصيدة الهدهد أنموذجًا
الكلمات المفتاحية:
الملخص
هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن أثر الفكر الصوفي على الشاعر محمود درويش في قصيدة "الهدهد"، التي تناص بها مع كتاب فريد الدّين العطَّار "منطق الطّير*"، وقد اتضح أنَّ اتجاهه نحو عالم الإشراق كان رغبةً في الاستفادة مما تمنحه المصطلحات الصوفية من غمرٍ دلالي، وعمق في الصورة، وصعوبة في التّرميز. والواقع أنّ تعالقه النصّيّ في هذه التجربة لا يتحدد إساره في بوتقة "منطق الطّير" وحده، بل يتسع ليشمل منابع التصوف الفارسي، ولذلك عمد الباحث إلى محاولة الكشف عن انعكاس المرجعيات الثقافية القائمة بين "منطق الطَّير" ومرتكزات الفكر الصوفي على محمود درويش، آخذًا بعين الاعتبار أنَّ قضية الانتماء للأرض أو التحوُّل عنها هي من أخطر القضايا في مسيرته، والسبب هو التناقض الصارخ بين فكره الثوري وبين الفكر الصوفي التسامحي. أما الهدهد الذي نصّبه العطَّار دليلًا وهاديًا للطّير في رحلتها العرفانية، فعلى غير المتوقع جاء رفض درويش لما يمليه عليه هذا الطائر معادلًا لرفضه جنوح قيادة الرحلة الفلسطينية للتفاوض مع العدو الصهيوني، وهو ما يفسِّر الإصرار الواضح في القصيدة على تجاوز منطق الهدهد، وتحويله من المقدس إلى الدنيوي، وبذلك ينقلب معنى الرحلة الصوفية بُغية إرساء رؤية فلسفية جديدة، لا تفصل بين الروح والجسد، إنَّما ترنو إلى التَّوحد مع الأرض والعودة إليها.