الراوي بين المقروء والمرئي السينمائي (2000- 2017)
الكلمات المفتاحية:
الملخص
لم يكن موضوع العلاقة بين الأدب والسينما بعيدا عن أقلام الباحثين وحواراتهم المكتوبة والمتلفزة كذلك، بل عولج مسبقا واختلفت فيه الآراء بين مؤيد ورافض وبين مشجع ومعترف بالعلاقة والتأثير المتبادل ومن يقف عكس ذلك تماما من الفنانين إلى المخرجين وصناع السينما، ومرورا بالأدباء والنقاد، وطال هذا الاختلاف والتغاير مختلف تفصيلات النصين ليلائم النص الأدبي المقروء متطلبات الفن السينمائي المرئي، قبل أن يمر بمراحل لإعداده وتحويله إلى نص مرئي بلغة صورية مختلفة عن لغته التي كتب بها بوصفه نصا أدبيا. وفي هذا البحث سنسلط الضوء على تفصيلية من تفصيلات التحول بين النصين المقروء والمرئي السينمائي، فاختصت الدراسة هذه بموضوع الراوي؛ تشكلاته والتغيرات التي يخضع لها أثناء انتقاله من وصفه كائنا من ورق إلى كونه صوتا يرافق النص المرئي أو إلى غيابه تماما لتحل مكانه تقنيات مرئية بحتة أبرزها الكاميرا.
ومن هنا انقسم البحث إلى ثلاثة محاور اختص الأول والأخير منهما بالنصين المقروء والمرئي السينمائي فعرضنا فيهما للمؤلف الضمني وذات المؤلف الثانية ودورهما في عملية السرد في النصين، وكذلك لموقع الراوي وتحولاته بين النصين المقروء والمرئي السينمائي، أما المحور الثاني فقد انفرد بمعالجة النصوص المرئية بما تميزت به عن النصوص المقروءة في صوت الراوي (Voice over ) الذي لا يتحقق في النصوص المقروءة.
واختير لهذا البحث عينة تحليلية من الأعمال الروائية العربية التي اقتُبست من أفلام سينمائية عربية منذ العام 2000 حتى عام إعداد هذه الدراسة2017، لقلة الدراسات الأكاديمية المقارنة حول هذه الأعمال وكذلك لتطور تقنيات الفن السينمائي الذي أدى إلى إمكانية اقتباس النصوص حتى غير المؤهلة لأن تكون نصوصا سينمائية مرئية، فضلا عن ابتعاد هذه الأعمال عن الاقتباس الحرفي للأعمال المكتوبة ما جعل من النصين يقدمان وجهتي نظر مختلفتين لمبدعِيهما الروائي، السيناريست، الممثل والمخرج.