نظرية النص المترابط الأمريكية: رؤية نقدية للتلقي الغربي

الملخص

أثار لقاء الأدب بالتكنولوجيا الرقمية مع مطلع الألفية الثالثة عدداً من القضايا، وطرح أسئلة جديدة برؤية ومنظور مغايرين. لكن الفضل يرجع إلى المدرسة الأمريكية التي كانت سباقة إلى تقديم أول تصور نظري للنص المترابط " Hypertexte" على يد كل من (Jay D. Boiter) و(George Landow) و(Michael Joyce) و(Stuart Moulthrop) و(J.Y. Douglas). ويمكن اختصار هذا التصور في ما بات يسمى بنظرية التقارب "Théorie de la convergence".  وسنحاول في هذه الدراسة أن نقدم برؤية نقدية مختلف آراء نقادها الأوائل الذين واكبوا انتشارها من أوربا وكندا وأمريكا، وانتقدوا بعض مقولاتها محاولين التصدي لما أثارته تصوراتها ومواقفها من نقاش في الساحة النقدية. وقد حرصنا على تتبع منهج وصفي مقارن في المرحلة الأولى، وتحليلي مقارن في المرحلة الثانية. فالمقال ليس نقداً لآراء الدارسين الغربيين لنظرية التقارب، وإنما هو نقد لنقودها المختلفة، ولذلك بدا لنا أن هذا المنهج المزدوج الذي يستعرض الآراء في البداية بشكل موضوعي، ثم يحلل هذه الآراء النقدية ثانياً من منظور نقدي هو الأنسب في مثل هذه الحالات. والغاية من ذلك هي تقديم أول نظرية للنص المترابط للقارئ العربي من مصادرها الأصلية، ولكن من منظور لا يخلو من حس نقدي يرد الاعتبار لأصحابها أولاً، وينصف نقادها ثانياً.