نحو منظومة وطنية لصناعة العلماء والمعرفة السيادية
الكلمات المفتاحية:
الملخص
تطرح هذه الورقة رؤية لبناء منظومة وطنية مستدامة لتعزيز صناعة العلماء والمعرفة السيادية، مما يوفر بيئة مستدامة لتحقيق التنمية وتعزيز الاقتصاد، وتقدم الأسس والأدوات اللازمة لها. وتبدأ بمقدمة عن مسيرة تطور العلم والمعرفة عبر التاريخ الإنساني، ثم تقدم قراءةً لثلاثة من أهم أنواع المؤسسات الممَكِّنة للعلم عالميًا، وهي معاهد الدراسات المتقدمة، وأكاديميات العلوم، ومتاحف العلوم؛ للاستفادة منها بغية الوصول إلى تحديد ملامح إطار عام لمحاور المنظومة. ومن ثم تطرح حيثيات وجود كيان وطني قيادي يتولى وضع الرؤى والمستهدفات ويقود تكوين أدواتها ورعايتها مع تمكين الهيئات والجهات الوطنية المعنية بالعلوم والابتكار والبحث العلمي لتفعيل الشراكة في الأدوات والإمكانات المتاحة. وقد حُدد مُخرجان مهمان لهذه المنظومة. يتمثل الأول في ضرورة وجود حد أدنى من العلماء المميزين، وما يتطلبه ذلك من صناعة تيار كبير تُغذّيه ثقافة علمية شعبية نابعة من شغف وشيوع لثقافة العلوم كمتطلب حضاري وحيوي وكإرث تاريخي وعنصر تنافسي للمجتمع والدولة في موقعها السياسي والاقتصادي والتنموي مع نظرائها إقليميًا وعالميًا. ويتمثل الثاني في المحتوى المعرفي الذي تقدمه هذه المنظومة السيادية، والذي سيسهم في تطوير مفردات العلوم، وسيعزز من المحتوى المعرفي السيادي الوطني وقدرة قطاعات المجتمع الحيوية على تحقيق استجابة أسرع لمتطلبات النهضة والتنمية بشكل مستدام. وقد تضمنت الورقة مؤشرات مرجعية مقترحة لقياس مدى نجاح المنظومة السيادية عند تطبيقها في إنتاج هذا المحتوى المعرفي من خلال علماء مبدعين يحركهم الشغف بالعلوم لتطوير الإنسان ولتحقيق تنمية وحضارة مستدامة، ولتعزيز السيادة الوطنية والتنمية.