مفهوم السياحة في القرآن الكريم: دراسة موضوعية

الملخص

السياحة من الأمور التي لا يكاد يخلو منها مجتمع، وهي من الأمور التي تعود على المجتمع بالنفع، كما ولها أهداف ومرامي تميزها، لكن بالرغم من ذلك تفتقد إلى بيان بعض ما يحيط بها وتصحيح فهم البعض عنها، وبيان أغراضها والفوائد المرجوة منها، وتعداد أشكالها التي تتنوع باختلاف الزمان والمكان والسبب، فنجد أن القرآن الكريم ذكر مصطلح السياحة في عدد من آياته وكذلك بعض المصطلحات التي تحمل معناها وتدلل عليه، مثل الضرب في الأرض والسفر والارتحال والسير من موضع إلى موضع آخر، وكلها تعني التنقل لأجل غاية ومطلب ويجني الإنسان من وراء ذلك محصلات جمة، فهي بمفهومها العلمي واللغوي تدل على أنها أمر من الأمور الجائزة بمختلف أسبابها المشروعة الحاملة عليها. ومن خلال هذا البحث نريد أن نبين فوائدها وأغراضها وحكمها وفق المنهج التحليلي الاستنباطي من خلال تفسير آيات الذكر الحكيم التي ورد فيها ذكر مصطلح السياحة ومرادفاتها، وما تهدي له هذه الآيات البينات وتوضيح ما جاء بها من ارشادات وحكم، وتحفيزها على السياحة في الأرض والحث عليها بدرجة ترقى إلى ربطها بالعقيدة من حيث التفكر في خلق الله والدعوة لله والتأمل واستخلاص الدروس والعبر، وتحقيق وصول مضمون الرسالة إلى كل العالم، ومن أبرز نتائج هذه الدراسة أنها خلصت إلى عدد من البنود وهي: أن اكتساب الرزق والعلم أمر مكفول من الخالق عز وجل، لكن لا بد من الاجتهاد والسعي لتحصيله بكافة الأشكال المباحة؛ كما أن التفكر والتدبر في مخلوقات الله تعالى والوقوف على آثار الأمم من الأمور التي تقوي من أواصر تعلق العبد بخالقه؛ وحيث إن الدين الإسلامي لم يمنع الترفيه والترويح عن النفس بما يناسب المبادئ الإسلامية، بل يجعله من المهمات المحتمة حتى لا تكل الأنفس وتلجأ للقنوط واليأس بسبب ما تلاقيه في مسيرة حياتها من مشاق وهموم. وأخيراً لا يخفى علينا المردود السياحي الاقتصادي حيث تعود بالنفع الوفير للبلد وقاطنيه من رفع مستوى المعيشة باعتبار انها مصدر دخل له عائد كبير ينمي الاقتصاد.