النساء الأربع اللاتي ضُرِب بِهن المثل في القرآنِ الكريمِ كنموذج للإيمانِ والكفر

الملخص

لقد ذكرت النساء في القرآن الكريم في مواضع عديدة وخص بعضهن بذكر قصّصهن أو أسمائهن، لكن لا توجد امرأة ذُكِر اسمُها صراحةً في القرآن سوى مريم، وذلك لكون الأسلوب القرآني معهود فيه "الإيجاز المُعجِز". فالأسلوب القرآني الإعجازي الموجز يقتصر على ذكر الطريقة الأقرب إلى تعيين الشخص المُراد والأكثر تحديداً لهويته بحسب ما يقتضينه المقام والسياق، وقد جاء القرآن الكريم بضرب نماذج وأمثلة كثيرة للنساء، من هذا المنطلق تناولت هذه الدراسة الحديث عن الأمثال في القرآن والتي لها بلاغة خاصة لا يدركها إلا العارف بأسرار اللغة العربية، فالحكمة من ضرب الأمثال في القرآن؛ لسهولة الفهم والإدراك والوصول إليه؛ حتى لا يكون لأحد حجة يوم القيامة، فكل الدلائل العقلية والكونية والأدبية تشير بنفس واحد لا إله إلا الله.
قامت هذه الدراسة على بيان مفهوم المثل في اللغة والاصطلاح، وكذلك بيان أقسام المثل، فالمثل ينقسم إلى قسمين: المثل الصريح والمثل الكامن، وتناولت هذه الدراسة أنواع المثل في القرآن الكريم كالمثل الرمزي، والقصصي، والطبيعي، وبينت هذه الدراسة أيضاً فوائد الأمثال في القرآن والتي كان من أهمها أن الأمثال تؤثر أكثر من الكلام المجرد ؛لأنها تقرب الصورة وتجلب الانتباه، وتسخر الوهم للعقل، وترفع الحجاب عن القلوب الغافلة وتؤلف المطلوب وتقربه، واستخدمت الباحثة في هذا البحث منهج التفسير التحليلي، والذي يعتبر من أهم مناهج وأساليب التفسير القديمة ؛لأنه يقوم على دراسة كل آية وتحليلها من جميع النواحي اللغوية والفقهية والعقائدية، وقد اختتمت هذه الدراسة بأهم أربعة نماذج من النساء: نموذجان للسيئين ونموذجان للمؤمنين من خلال سورة التحريم، فقد ضرب الله مثلين رائعين فذين لأهل الكفر وأهل الإيمان، لبيان حال الكافرين بطريق التمثيل أنهم يعاقبون على كفرهم وعداوتهم للمؤمنين معاقبة أمثالهم من غير مراعاة نسب أو زوجية أو قرابة أو محاباة، فتعاقب امرأة نوح وامرأة لوط اللتان كانتا في بيت النبوة ولكنهما كفرتا بالله وبالنبي، فلم تفدهما الرابطة الزوجية من عذاب الله شيئا، وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا للمرأة المسلمة التي يتزوجها الكافر، فإن كفر زوجها لم يضرها مع إسلامها شيئا، وجاء هذا المثل الأروع للمؤمنين والمؤمنات للإشارة إلى أن من واجبهم أن يكونوا في الإخلاص وصدق العزيمة وقوة اليقين.