سورة الهمزة: دراسة موضوعية دعوية وتربوية
الكلمات المفتاحية:
الملخص
للتفسير الموضوعي ثلاثة ألوان: إما بتتبع لفظة في القرآن ومعرفة معانيها حيث وردت، وإما بالبحث عن الآيات المختصة بموضوع واحد وتفسيرها تفسيراً موضوعياً، أو تناول سورة كاملة ودراستها دراسة موضوعية ببيان تعريفٍ عامٍ للسورة وتحديد المحور العام الذي تدور حوله السورة الكريمة، ومن ثم تقسيمها إلى مقاطع وربط آياتها بالمحور.
هذا البحث جاء لدراسة سورة الهمزة دراسة موضوعية دعوية، فتم ذكر تعريف عام للسورة، وما اشتملت عليه من موضوعات مع ربطها بما قبلها وما بعدها ليظهر إعجاز القرآن الكريم في ترابط سوره وآياته، ومن ثم حُدد موضعها ومحورها العام وهو مشكلة الطعن وعيب الناس في حضورهم وفي غيبتهم وتم ربط موضوعات آيات السورة الكريمة بالمحور لتظهر بعون الله الوحدة الموضوعية للسورة الكريمة.
فنصت الآية الأولى في السورة على التهديد والوعيد لكل من يطعن في الناس ويعيبهم لأن أساس الطعن مرض في القلب ولا يستقيم سلوك المسلم إلا بعلاج قلبه بعد معافاة عقله.
ولما كان المال أحد الدوافع التي تدفع أصحاب القلوب المريضة لهمز الناس وعيبهم وقلب الموازين عن حقيقتها ذكرت المال وأثره على النفوس بعد التهديد والوعيد على الهمز فنتيجة الهمز وجمع المال للاغترار والتكبر، وعدم إخراج حق الله منه هي الحطمة التي تحطم كل آمال وما اشتملت عليه النار من أوصاف فهي مؤصدة على أهلها لا مجال للخروج والخلاص وهذه هي نتيجة كل ظالم متكبر على غيره ونتيجة تظهر فيها اللحمة والوحدة الموضوعية بين آيات السورة من البداية إلى النهاية.