معارضات المفسر للأصولي في شخص الإمام صديق خان القنوجي: القياس وتخصيص عموم الكتاب والسنة نموذجاً
الكلمات المفتاحية:
الملخص
هَدِفَ هذا البحث إلى التعريف بالإمام صديق خان القنوجي المفسر والأصولي وبيان منزلته وقيمة مؤلفاته، وكذلك إبراز العلاقة بين مؤلفين مهمين له هما: فتح البيان في مقاصد القرآن، وحصول المأمول من علم الأصول، وعرض أوجه الخلاف بينهما في بعض المسائل التي عرضت في الكتابين بصورة مختلفة. وتظهر إشكالية البحث في التناقض بين قول الإمام في تفسيره وكتابه الأصولي في مسائل محددة، وقد ألف تفسيره بعد فترة طويلة من تأليف كتابه حصول المأمول، وفي تفسيره يعارض شيئاً من آرائه الأصولية التي أثبتها في حصول المأمول ويؤسس لما يخالفها تماماً، ولا يسعى إلى بيان سبب تخليه عن رأيه الأول، ولا يبدو ساهياً عن مذهبه القديم لما أظهره من تدقيق وتمحيص وبحث فيه. والمنهج المتبع في هذا البحث منهج وصفي تحليلي قائم على جمع وتوثيق وتحليل البيانات المكتبية، واستقراء آراء الإمام القنوجي من كتبه في التفسير والأصول. وتوصل الباحث إلى أن سبب هذا التناقص يعود إلى طبيعة المنهج التفسيري القائم على الأمثلة الكثيرة والمفصلة حول آيات الأحكام وهي ما تخلو منه كتب الأصول عادة، ففي مسألة تخصيص القياس لعموم الكتاب والسنة تابع الإمام صديق خان الجمهور في جواز تخصيص عموم الكتاب والسنة بالقياس الجلي دون الخفي ولكنه عدل عن هذا المذهب واختار في تفسيره عدم الجواز مطلقاً ثم وقع في إشكالية الاستشهاد بالأمثلة التي تدعم الجواز لا المنع، وهذا دليل على أثر المنهج التفسيري في تعديل رؤيته.