مختصرات الشيخ محمد علي الصابوني بين قادح ومادح، وأسباب الاختلاف بينه وبين أئمة السلف
الكلمات المفتاحية:
الملخص
تركز هذه الدراسة على مختصرات الشيخ محمد علي الصابوني في التفسير، وما أثير حولها من جدل بين مدح وذم؛ ونقد وثناء؛ والخلاف بينه وبين أئمة السلف الذين أشاروا إلى أن ثمة بعض الأمور في مختصرات الشيخ الصابوني تبدو مخالفة لمنهج السلف الصالح، وتظهر فيها نزعته الأشعرية -على حد قولهم- والتي لا يمكن أن يتنبه لها إلا من له دراية بمجال التفسير وعلومه، ولكن في الوقت ذاته لا يمكن إنكار جهود الشيخ محمد علي الصابوني في مجال التفسير، كما لا تخفى قيمة مؤلفاته ومصنفاته في مجال التفسير وما لاقته من إقبال وانتشار واسع؛ لما فيها من أمور تجذب القارئ وخاصة من عامة القراء لإيجازها وسهولة عباراتها، لكن الأمر الذي يجب التنبه إليه أنه لابد من التفريق بين متكلمي الأشاعرة وبين من تأثر بمذهبهم، كما يجب أن نتيقن ما إذا كان هذا الشك نابعًا من أدلة ويقين؛ أم أنه مجرد شكوك غير مثبتة. ولعل من أفضل ما قيل في شأن كبار علماء الأشاعرة ومن تأثر بمذهبهم وحذا حذوهم -كحال الشيخ محمد علي الصابوني- أنهم قد أخطأوا عندما أوَّلوا الصفات؛ ظنا منهم أن ذلك تنزيه لله، إلا أنهم مأجورون على نياتهم، فلا يخرجهم ذلك من حظيرة الإسلام، ولا يخلع عنهم ربقة الإسلام، فمنهم علماء كبار يؤخذ منهم في غير هذه المسألة، ولكن الحق في منهج الصفات؛ هو المنهج الذي سار عليه سلف هذه الأمة؛ من غير تشبيه؛ ولا تمثيل؛ ولا تعطيل، وهو بالضبط ما يجب اتباعه حيال مختصرات الشيخ محمد علي الصابوني، فيمكن تحقيق الاستفادة والأخذ منها، ولكن لابد أن يكون القارئ واعيا لما فيها من أمور تختلف عن منهج السلف الصالح في التفسير.