التعمير بمدينة سلا: أنماطه وعوامله

الملخص

تعد مدينة سلا من بين أكبر الأقطاب الحضرية المغربية، التي تشهد تحولات مهمة على المستوى السوسيو اقتصادي والعمراني، نتيجة تداخل مجموعة من المتغيرات، مما يطرح عدة تحديات أمام استراتيجيات التخطيط الحضري. 
لذلك، تهدف هذه الدراسة إلى الإجابة على إشكالية رئيسية تتمحور حول رصد أنماط التعمير السائدة بالمجال الحضري لمدينة سلا، وإبراز العوامل المتحكمة فيها. لمعالجة الإشكالية المطروحة اعتمدنا المنهج الوصفي، والمنهج التحليلي، والمعطيات الإحصائية التي تم الاعتماد عليها في إنجاز البحث على مستوى ديمغرافية السكان، ومؤشرات البطالة، والفقر، والهشاشة. إلى جانب العمل على معالجة المرئية الفضائية لبرنامج (SASPlanet) للحصول على خرائط تبين أنماط التعمير ومكونات النسيج الحضري بالمدينة، باستثمار نظم المعلومات الجغرافية (SIG).
هكذا، بينت النتائج أن أهم ما يميز المجال الحضري لمدينة سلا سيادة نمطين من التعمير، نمط تعمير قانوني، ونمط تعمير غير قانوني يشمل السكن االعشوائي والسكن الصفيحي الذي أصبح السمة التي تميز التعمير بالمدينة، مما يشير إلى انفلات التوجه العام للتعمير من يد أجهزة المراقبة، والذي أعطى في النهاية مدينة ذات مورفولوجية متباينة، بين تجمعات سكنية قانونية وأخرى غير قانونية عشوائية لازالت تطبع المشهد الحضري إلى حدود سنة 2024.
وقد خلصت الدراسة إلى أن مدينة سلا تصنف ضمن المدن المغربية الكبرى من حيث النمو الديموغرافي والتوسع العمراني، الشيء الذي أفرز مجالا حضريا متباين النسيج، ساهمت مجموعة من العوامل في جعله السمة والخاصية المميزة لمجموع المجال الحضري. وهكذا، يتخذ التعمير بمدينة سلا في جزء مهم منه طابعا عشوائيا وفوضويا غير خاضع لتخطيط مسبق بنسبة 12.09%، وهذا يحد من فعالية برامج وتدابير التنمية العمرانية.