عوامل انهيار الحضارات كما تصورها القصص القرآنية في سورة الحجر وغفلة العالم عنها
الكلمات المفتاحية:
الملخص
سورة الحجر هي إحدى سور القرآن الكريم التي جاءت لهداية الخلق إلى الحق سبحانه وتعالى، فقد نزلت بمكة المكرمة قبيل الهجرة النبوية الشريفة إلى المدينة المنورة، في فترة حرجة من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث توفي عمه أبو طالب وزوجه خديجة بنت خويلد – رضي الله عنها – وقد جاءت السورة وبين ثناياها قصة خلق أبينا آدم عليه السلام، وأربع قصص أخرى من قصص الأمم والحضارات السابقة، وقد أشارت السورة في هذه القصص إلى البناء المادي والحضاري لتلك الحضارات وأبرزت الرقي والتقدم والازدهار لتلك الأمم والشعوب وما كانت عليه من حياة البذخ والترف الذي جرها لارتكاب المعاصي والذنوب والفساد والظلم، فاستحقت بذلك عذاب الله فأضحت أثراً بعد عين.
إن القرآن الكريم يرشد الأمة الحائرة إلى ما فيه الخير والصلاح لجميع بني البشر، وما جاء إلا لتحقيق هذه الغاية وهذا الهدف النبيل، فكم من إنسان على هذه البسيطة ينتظر من يشعل له شعلة من نور تضيء حياته، وتنير دربه، وتوصله إلى درب الأمن والأمان والراحة والاطمئنان، فالإنسان هو المقصود الأول والهدف الأسمى من إنزال القرآن الكريم.
إن للقصة أثرها في نفوس سامعيها، وقد استعملها القرآن الكريم وجعلها أسلوباً من أساليب التربية والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، فحققت ثمرتها، وأينعت أزهارها، وها هي جميع الأمم في العالم اليوم تحققت فيها عوامل انهيار الحضارات، وهي تنتظر من يقدم لها النصيحة ومن يأخذ بيدها لتنفض عن نفسها غبار الذنوب والمعاصي والظلم والفساد، ليعيش العالم في أمن وأمان.
جاءت هذه الدراسة مبينة عوامل انهيار الحضارات من خلال القصص القرآني في سورة الحجر، لتقدم نتائج قد تجد من يصغي إليها ومن يجعلها دليلاً يهتدي به إلى مرضاة رب العالمين.