الاقتصاد التضامني والاجتماعي وسؤال الحكامة الترابية: حالة برنامج تنمية سلسلة اللوز بإقليم تاوريرت-جهة الشرق (المغرب)

الملخص

إن المتتبع لمختلف التدخلات التي يقوم بها الفاعلون بإقليم تاوريرت -جهة الشرق- يستشف الاهتمام الكبير الذي يحظى به الاقتصاد التضامني والاجتماعي، فأغلب المشاريع الموجهة خصيصا للتخفيف من البطالة وتنويع مصادر الدخل (مجالس الجماعات الترابية، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، برنامج المغرب الأخضر، التعاون الدولي...) ترتكز على تثمين وتسويق المنتوجات الترابية ومنها شجرة اللوز المتكيفة مع الوسط الطبيعي والدراية الاجتماعية المحلية. إلا أن تقييم حصيلة مشروع تنمية سلسلة اللوز بإقليم تاوريرت الذي انطلق سنة 2011 لا زالت نتائجه ضعيفة ولم يرق إلى مستوى تطلعات الساكنة المحلية، التي تعتبر تنويع مصادر دخلهم وتوفير فرص الشغل اللبنة الأولى لمواجهة الهشاشة والفقر الذي يعانون منه.
تؤثر مسألة ضعف حكامة هذه التدخلات - نقص مواكبة هذه المشاريع من التجهيز إلى الإنتاج والتثمين والتسويق- على تحقيق الأهداف المسطرة، كما تصطدم استدامة هذه المشاريع بإكراهات المناخ وخاصة توالي سنوات الجفاف. وبالمقابل إن برنامج تنمية سلاسل الإنتاج وخاصة اللوز والتي تشرك الفلاحين وتعطي أولوية للإكراهات التي تواجه الساكنة والمجال، سينتج عنها تأثيرات إيجابية اقتصادية واجتماعية وبيئية على صورة إقليم تاوريرت بالمقارنة مع السنوات الماضية.