تمثلّات الربيع العربي في نماذج من الروائية العربية المعاصرة

الملخص

ينبثق الأدب والفن من رحم الواقع المعيش بكل حيثياته وأبعاده الاجتماعية والسياسية وكون أن واقع الربيع العربي وثوراته يشكّل منعطفا هاما في تغير الواقع العربي اليوم وإعادة رسم وجه جديد للمنطقة العربية سعت هذه الدراسة للبحث في انعكاسات واقع بعض الثورات العربية(المصرية، الليبية، السورية) وتتبع مظاهرها وتجليتها الأيديولوجية في الروائية، وربط مميزاتها من خلال التحليل النقدي لأربع روايات عربية معاصرة تتناول جوانب الثورة من ناحية التعبئة الشعبوية والإعلام وسرعتها ونتائجها المتباينة وهي: رواية إنه الدم تعكس المشهد المصري ورواية فرسان الأحلام القتيلة تتناول المشهد الليبي وروايتا القوقعة ويسمعون حسيسها للمشهد السوري. كما تركزت الدراسة على استكناه أبرز النتائج التي انعكست على هذا التمثيل حيث أظهرت الروايات نتائج ثورية متباينة مماثلة لواقع ثوري متباين، إذ لم يكن النتاج الروائي بالقدر العالي من المعالجة على صعيد الرؤية والبناء الفني. حيث كانت رواية إنه الدم أفضل الأعمال في رسم أبعاد الثورة المصرية، في حين لم تعكس رواية فرسان الأحلام القتيلة واقع الثورة الليبية بنجاح على صعيد الرؤية والتشكيل. أما التجربة السورية فقد اختلفت تماما لأنها اقتصرت على أدلجة الصورة الثورية وحصرها في واقع المعتقلات. وقد اعتمدت الدراسة في التحليل على الاشتغال على آلية المنهج الاجتماعي والنفسي لمحاولة استكشاف أهم الظواهر الاجتماعية التي أبرزتها الثورة ومدى الاستجابة النفسية لها على الشخصيات الروائية.