موقف ابن الجوزي ت597هـ/1201م من الفلسفة الإغريقية - منهجه في النقد - نزعته الدينية - وفلسفة التاريخ -
الكلمات المفتاحية:
الملخص
تهدف هذه الدراسة الى تسليط الضوء على الموقف الفكري والجانب المعرفي عند ابن الجوزي تجاه الفلسفة الإغريقية وطبيعة التعامل مع الموروث اليوناني بصفته موقفا فكريا له اتجاهاته وقيمه المعرفية عند علماء الفكر المسلمين ، حيث أوضحت طبيعة الرؤى التي قدمها ابن الجوزي تجاه الفلسفة الإغريقية والرد عليها في عدة مواضع منها ما يتقابل مع اتجاه الفكر الفلسفي ومنها ما يتعارض تعارضا يصل حد التقاطع مع الموروث اليوناني وخصوصا في موضوع النهوض الحضاري للدول والغاية السياسية والأخلاقية من هذا النهوض الذي يترتب عليه قيام المجتمع المدني وموقف السلطة فيها ، وبرغم ذلك فان موقفه تجاه الفلسفة الإغريقية كان موقفا مبنيا على النزعة الدينية الكبيرة التي صرح بها في أكثر من موقف أثناء ردوده على موقف الفلاسفة ودعوته الى تحكيم الدين والعقل في حل المشكلات في المجتمع دون اللجوء الى العقل فقط وهذا ما صرح به المؤرخ (ج.دي بور ) بان فلسفة ابن الجوزي لم تكن مجرد نظم للمعلومات والأحداث السياسية بل هي تصوير للحياة الاجتماعية والاقتصادية والدينية والعمرانية وبالتالي تصبح رؤية ابن الجوزي تجاه الفكر اليوناني متجلية في تنقية العقلية الإسلامية من الأوهام التي خلفتها فلسفة الإغريق وإبعاد الضمير الإنساني من الخرافات.
وكان من أهم النتائج التي توصلنا إليها: معارضة ابن الجوزي للفلسفة اليونانية في مواقف وتأييدها في مواقف أخرى، وأن شيوع النزعة الدينية عند ابن الجوزي لم يلغي قاعدة اعتماد العقل كوسيلة للعمل في مسائل الشرع والعبادات.