علاقة الشعر بالرسم عند الجاحظ
الكلمات المفتاحية:
الملخص
العلاقة بين الشعر وغيره من الفنون غير خافية , ومن تلك الفنون الإنسانية التي للشعر علاقة وطيدة بها (الرسم ) . وهذه العلاقة بين هذين الفنين قديمة قدم الفن نفسه . وقد وُجدت إشارات عديدة حول هذه العلاقة في تراثنا النقدي , ومن أقدم الناقد العرب الذين تعرضوا لهذه العلاقة مع إبرازها من خلال التطبيق العملي في دراساته النقدية ( الجاحظ ) . لذلك ارتئيت أهمية تسليط الضوء على موقفه من هذه القضية , ومحاولة التعرف إلى المدى الذي وصل إليه في تطبيقه لتصوره ذلك , بغية الظفر بتأصيل لهذه العلاقة في تراثنا النقدي العربي , من خلال هرم النقد العربي القديم ( الجاحظ ) . وكان هذا باتباع المناهج العلمية الثلاثة : الاستقرائي , والوصفي , والتطبيقي . و قد تم التعرض لطريقة معالجة الجاحظ لهذه القضية من خلال تعليقاته على الأبيات الشعرية التي تحوي صورا بيانية , من تشبيه , واستعارة , وكناية , في كتابيه البيان والتبيين , والحيوان , كما لم يغفل البحث التعريج على تلك القضية النقدية الكبرى ( اللفظ والمعنى ) ومدى انعكاس قضية علاقة الشعر بالرسم عليها من خلال نقد الجاحظ . وقد توصل البحث إلى أن الجاحظ كان مدركا للعلاقة بين الفنون الإنسانية وتداخلاتها , وأن الشعر قائم أصلا على التصوير . كما أن الجاحظ يعد أول ناقد عربي صرح بوجود علاقة أصيلة بين الشعر والرسم , ومن ثم لفت أنظار البلاغيين والنقاد من بعده إلى التصوير الأدبي , وقدرة الشعر على تمثيل المعاني للحواس , والدور الذي تلعبه المدركات البصرية في عمليتي تشكيل الشعر وتلقيه . فالشاعر والرسام يتفقان ابتداءً في الأساس الذي يصدران عنه , ألا وهو الخيال , ويختلفان بعد ذلك في الأدوات وهيئة ما ينتجانه , ليلتقيا في نهاية المطاف مرة أخرى , حينما يكون لهما ذات التأثير – غالبا – على المتلقي .