المنطق غير المحكم في علم الكلام: دراسة حجاجية للبنية الاستدلالية في المناظرة الكلامية
الكلمات المفتاحية:
الملخص
هدف البحث إلى دراسة المنطق غير المحكم في المناظرة الكلامية، وذلك باستقصاء الحجج المصوغة باللغة الطبيعية، وتمحيص بنيتها الاستدلالية، واستقراء المعايير العامة التي تمكننا من الحكم بعدم صحة حجة ما أو العكس، وتتيح للمستبصر منطقيا مزية تجلية الدلالات العميقة لهذه الحجة، لأن الاستعانة الصحيحة بالمنطق غير المحكم والتوسل به في سبيل إظهار الحق يتجاوز حده المحصور في عصمة الفكر عن الزلل، ويتعداه إلى العمل على الإطاحة بالحجج الباطلة. لذلك ارتأينا أن نكشف عن هذا النوع من المنطق بوساطة النظرية الحجاجية، التي تعطي إمكانية استحضار البعد المقامي والسياقي لموضوع العملية الحجاجية، وإبراز الدور الذي يضطلع به الإيتوس، والباتوس، واللغوس، والقياس المضمر، واستبطان الأنساق المضمرة في الخطاب، والأخذ بعين الاعتبار الأبعاد السيكولوجية والسوسيولوجية، والخلفية الإيديولوجية، ولأجل هذا فإن من مساعي هذه الدراسة تحليل البنية الاستدلالية للأكتوبات الكلامية ذات المقامات التناظرية، التي يرتكز فيها الحجاج على العقيدة. ولبيان ذلك اختيرت مناظرة "الأصلح والصلاح" التي جرت بين "الجبائي" و"الأشعري". باعتماد منهج يجمع بين التحليل والاستنتاج، فرضته طبيعة الموضوع، الذي كان من ضمن أسباب اختياره التضارب الفكري والعقدي الذي أصبح في شق كبير منه يخضع لتوجهات سياسية محضة، تنبئ عن تحولات ايديولوجية على درجة معتبرة من الخطورة تسعى إلى سحق الثوابت، وتعمية البصائر عن طريق المغالطات المنطقية وبثها على نطاق واسع، لذلك فإن من أبرز التوصيات التي تحث عليها هذه الدراسة هي التمكن من وسائل الحجاج والآليات المنطقية للتمييز بين الخطأ والصواب وحماية النفس من الانسياق وراء الحجج التي تتشكل في صور منطقية زائفة وهشة.