قلعة شمع الأثرية: دراسة ميدانية استطلاعية
الكلمات المفتاحية:
الملخص
إن اختيار مواقع القلاع الصغيرة والكبيرة وتوزيعها في لبنان وخارجه، لا شك أنه مرتبطة بالعوامل الجغرافية والاستراتيجية بشكل أساسي. فإذا ما تناولنا هذه القلاع من الناحية الجغرافية ونظرنا لخارطة توزيعها وانتشارها سيتبين لنا أهمية المواقع التي شيدت فوقها تلك القلاع لاسيما قلعة شمع الموجودة في جنوب لبنان، وبالقرب من الحدود اللبنانية الفلسطينية.
تحتل القلعة موقعاً هاما في أعلى بلدة شمع، وترتفع عن سطح البحر 380م. تشرف شرقاً على كل القرى والبلدات في قضائي صور وبنت جبيل، وتطل جنوباً على الساحل الفلسطيني، وشمالاً على الساحل اللبناني الممتد من مدينة صور شمالاً حتى الحدود مع فلسطين جنوباً. كذلك تشرف من الجهة الغربية على سهول البياضة وميناء اسكندرونه ورأس الناقورة.
أما بالنسبة للتسمية، فإن اقتران اسم شمع بالقلعة كما البلدة يعود إلى مقام ديني يقع في أعلى البلدة بالقرب من القلعة ويعرف بمقام النبي شمعون الصفا. لكن في دراسات أخرى عرفت القلعة باسم قلعة أسكندرون نسبة إلى وجود ميناء بحري يعرف باسم ميناء اسكندرون ويقع عند مدخل رأس البياضة وعلى الطريق المؤدي إلى بلدة شمع.
وفي دراسة أخرى أيضاً قام بها السيد عبد الرحمن زكي ولأول مرة ذكرها باسم قلعة سكاناليوم.
وعن تاريخ القلعة فيعتبر تاريخها القديم مجهولاً نسبياً كغيره في بعض المعالم الأثرية الموجودة في لبنان والتي مازال تاريخها مجهولاً إلى حدٍ ما. ومردّ ذلك إلى عدم وجود دراسات فعلية متخصصة في هذا المجال، أو عدم وجود حفريات أثرية تحسم الجدال حول ذلك. لهذا اختصرت المعلومات عنها بأنها تعود للفترة الصليبية وعلى لمحات أشبه بمعلومات سياحية تتناقلها الأقلام من حين إلى آخر، وفي بعض الأحيان تختفي، الأمر الذي دفعني للتعمق في دراستها وخاصة من الناحية الميدانية معتمداً على خبرتي المتواضعة في علم الآثار.