زاوي بن زيري وجهوده في ترسيخ الوجود الزيري في غرناطة في عهد ملوك الطوائف 399- 410ه/1008- 1019م
الكلمات المفتاحية:
الملخص
هدفت هذه الدراسة إلى التعرض لدور زاوي بن زيري وجهوده في ترسيخ الوجود الزيري في مدينة غرناطة في عهد ملوك الطوائف بعد قدومه من افريقية إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، وكان ذلك في آخر أيام الخلافة الأموية في قرطبة، وقد حكمها بنو زيزي حتى سقوط ملكهم على يد المرابطين عام 483 هـ/1090م، كما سنعالج الأسباب التي كانت وراء دخولهم إلى الأندلس واستقرارهم بها، حيث قويت شوكتهم في أواخر عهد المنصور ثم في أيام ولديه عبد الملك المظفر وعبد الرحمن شنجول ورجحت كفتهم في الجيش وكانوا عضدا لدولته، بالإضافة إلى ذلك سنتطرق إلى موقفهم من الفتنة القرطبية وما نتج عنها من دخول سليمان المستعين لقرطبة، وذلك بفضل جهود زاوي بن زيري ومن كان معهم من البربر بعد هزيمتهم للقرطبيين في معركة شرسة في شوال 403هـ/ 1012م، ثم أخيرا التعرض لأهم الأحداث التي عرفتها مملكة غرناطة في عهد زاوي بن زيري (403هـ- 410هـ/ 1012م – 1019م). وتم ذلك من خلال الاعتماد على المنهج التاريخي الذي يعتمد على التحليل والاستنباط والنقد والمقارنة، وتوصل الباحث إلى:
- أنّ بني زيري خلال فترة القرنين الرابع والخامس الهجريين، العاشر والحادي عشر الميلاديين كان لهم دور وتأثير كبيرين في الحياة السياسية بالأندلس ولم يكونوا بمعزل عما جرى بها من أحداث سياسية في المغرب والأندلس.
- أن الأسباب والظروف التي دفعت زاوي بن زيري وقومه بالهجرة للأندلس وترك موطنهم لا يمكن حصرها فقط في استبداد باديس بن منصور الزيري بالحكم في افريقية، أو إلى خطر زناتة، بل يتمثل في رغبة زاوي بن زيري في تأسيس كيان سياسي خاص به بعد أن عجز عن ذلك في موطنه إفريقية.
- تميّز زاوي بن زيري بدهائه وعبقريته السياسية والعسكرية، فقد ترك إلبيرة التي منحها إياه سليمان المستعين بعدما وصل للخلافة سنة 403هـ/ 1013م، لقاء مساعدته له، والرحيل لغرناطة المتميزة بموقعها المنيع الذي يحميه من الأعداء، وهي المنطقة التي أسس فيها مملكته سنة 403هـ/ 1013م، وبهذا تكون هذه المملكة من أوائل ممالك الطوائف التي ظهرت قبل إلغاء الخلافة الأموية سنة 422هـ/ 1031م.