الثقافة الطبية عند عرب الجاهلية كما تبدت في أشعارهم
الكلمات المفتاحية:
الملخص
هدفت الدراسة إلى الكشف عن مكونات الثقافة الطبية عند عرب الجاهلية كما تبدت في أشعارهم, وبيان أثر هذه الثقافة في تشكيل الصورة الشعرية، وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي الذي يهتم باستقراء الظاهرة الشعرية وتحليل أبعادها، وقد عرضت الدراسة مجموعة من الأمراض التي وردت في الشعر الجاهلي، وتحدثت عن الطرق التي اتبعها العرب في علاجها، وأهم الأدوات والآلات الطبية التي استعملوها، وقد اتخذ العلاج عندهم طرائق مختلفة، هي: العلاج بالأدوية المفردة والمركبة والأعشاب والنباتات الطبية، والعلاج بالتمائم والرقى، فضلًا عن إجرائهم العمليَّات الجراحية، والعمليَّات التجميليَّة، وممارستهم لعمليَّات الولادة والختان، ثم تناولت الدراسة أثر الثقافة الطبية في تشكيل الصورة الشعرية، وخُتمت بذكر النتائج، ومنها: أنَّ للعرب في الجاهلية معرفة طبية علمية متناسبة مع مستواهم الحضاري آنذاك، اهتدوا إليها بواسطة تجاربهم الشخصية وخبراتهم المتوارثة، أو عن طريق الاتصال الحضاري بالأمم المجاورة، فضلًا عن اعتمادهم على السحر والشعوذة في علاج كثير من الأمراض. وقد شكلت هذه المعرفة رافدًا ثقافيًا للشعراء الجاهليين، فذكروا في أشعارهم كثيرًا من الأمراض والأدوية والآلات الطبية، ووظفوها في رسم صورهم الشعرية. واستنادا للنتائج أوصى الباحث بتقديم الشعر على غيره من المصادر التراثية والتاريخية عند دراسة الثقافة الطبية عند عرب الجاهلية، لأنّ الشعر هو ديوان العرب ووعاء ثقافتهم. وإجراء دراسات شعرية تتناول جوانب ثقافية أخرى، بهدف الوقف على مختلف الجوانب الحضارية عند عرب الجاهلية.