الْقَدْرُ يُشَكِّلُ مَصِيرَ الْإِنْسَانِ فِي رِوَايَةِ مُونِيكَا عَلِي "حَارَةُ بِرِيكْ" 2003 – دِرَاسِيَّةٌ أَدَبِيَّةٌ اجْتِمَاعِيَّةٌ –
الكلمات المفتاحية:
الملخص
تَهْدِفُ هَذِهِ الْوَرَقَةُ الْبَحْثِيَّةُ إِلَى تَحْلِيلِ رِوَايَةِ مُونِيكَا عَلِي "حَارَةِ بِرِيكْ" 2003 مِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ أَدَبِيَّةٍ وَاجْتِمَاعِيَّةٍ لِأَنَّهَا تُعْتَبَرُ مِثَالٍ جَيِّدٍ جِدًّا لِلْأَدَبِ مَا بَعْدَ الِاسْتِعْمَارِ مَعَ خَصَائِصِهِ الرَّئِيسِيَّةِ لِلْهِجْرَةِ وَالتَّشْرِيدِ، وَالشَّتَاتِ، وَالتَّهْجِينِ وَالتَّغْرِيبِ، وَاسْتِكْشَافِ مَوْضُوعِهِ الرَّئِيسِيِّ، وَهُوَ دَوْرُ الْقَدْرِ فِي تَشْكِيلِ مَصِيرِ الْإِنْسَانِ وَالَّذِي يَرْتَبِطُ مُبَاشَرَةً بِالْهِجْرَةِ مِنْ الْوَطَنِ مِنْ أَجْلِ ظُرُوفٍ اجْتِمَاعِيَّةٍ وَاقْتِصَادِيَّةٍ أَفْضَلَ. تَبْدَأُ هَذِهِ الْفِكْرَةُ فِي الْبِدَايَةِ مَعَ الشَّخْصِيَّةِ الرَّئِيسِيَّةِ نَازنِينَ، عِنْدَمَا وَلَدَتْ مَرِيضَةً، وَقَالَتْ الْقَابِلَةُ لِلْأُمِّ الْجَدِيدَةِ إِنَّهَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَأْخُذَ الطِّفْلَةَ إِلَى الْمُسْتَشْفَى، أَوْ أَنْ تَتْرُكَهَا لِمَصِيرِهَا. اخْتَارَتْ أُمَّ نَازِفِينَ أَنْ تَنْتَظِرَ وَتَرَى مَا سَيَخْتَارُ الْقَدْرَ. أَثْنَاءَ نَشْأَتِهِمْ، عَلِمَتْ نَازنِينَ وَأُخْتُهَا حُسَيْنَةُ أَنَّ مُحَارَبَةُ الْقَدْرِ قَدْ تَكُونُ قَاتِلَةً. تَحْلِيلُ رِوَايَةِ مُونِيكَا عَلَى حَارَةِ بِرِيكْ تَحْتَوِي عَلَى جَمِيعِ عَنَاصِرَ شَخْصِيَّةٍ مُغْتَرِبَةٍ وَمُهَاجِرَةٍ جَسَدِيًّا وَنَفْسِيًّا، وَالَّتِي تَمُرُّ بِحَالَةٍ مُعَقَّدَةٍ مِنْ التَّكَيُّفِ مَعَ مُجْتَمَعٍ مُتَعَدِّدِ الثَّقَافَاتِ. وُلِدَتْ مُونِيكَا عَلِي فِي دَكَا، بَنْغَلَادِيشْ، وَنَشَأَتْ فِي إِنْجِلْتِرَا، وَتَعِيشُ الْآنَ مَعَ زَوْجِهَا وَطِفْلِهَا. وَقَدْ سُمِّيَتْ مِنْ قِبَلِ جِرَانَتْ عَلَى أَنَّهَا وَاحِدَةٌ مِنْ أَفْضَلِ عِشْرِينَ شَابًّا مِنْ الرِّوَائِيِّينَ الْبِرِيطَانِيِّينَ؛ تَمَّ تَرْشِيحُ رِوَايَتِهَا لِجَائِزَةِ بُوكَرْ. تَمُرُّ شَخْصِيَّاتِ الرِّوَايَةِ بِأَشْكَالٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنْ التَّشَوُّهَاتِ الْمُتَمَاثِلَةِ مِنْ خِلَالِ تَجَارِبِهَا فِي الْهِجْرَةِ وَالِاغْتِرَابِ، وَلِكَيْ تَتَكَيَّفَ مَعَ الْمُجْتَمَعِ الْجَدِيدِ تَعْتَمِدُ مُعْظَمَ الشَّخْصِيَّاتِ فِي الْبِدَايَةِ عَلَى ذِكْرَيَاتِهَا مِنْ بُلْدَانِهَا الْأَصْلِيَّةِ لِتَخَطِّي الْعُزْلَةِ وَالْوَحْدَةِ. وَتُنَاقِشُ الْوَرَقَةُ الْبَحْثِيَّةُ أَيْضًا تَعْرِيفَ الْهِجْرَةِ وَأَسْبَابَهَا مِنْ خِلَالِ نَظَرِيَّاتِ عِلْمِ الِاجْتِمَاعِ.