الشَّاهد البلاغيّ الشِّعريّ في كتاب (أنوار التّحلّي على ما تضمَّنته قصيدة الحلّيّ) لأبي عبد الله بن أبي القاسم (787هـ): دراسة وتحليل
الكلمات المفتاحية:
الملخص
يتناول هذا البحثُ بالدِّراسة والتَّحليل الشَّاهدَ البلاغيّ الشِّعريّ في كتاب (أنوار التّحلّي على ما تضمَّنته قصيدة الحلّيّ) لأبي عبد الله بن أبي القاسم (787ه) أحد أعلام المغرب العربيّ، والغايةُ التي يسعى لإبرازها تتمثّل في أمرين: أوّلهما، أنَّ المُؤلِّفَ عرض أبوابَ البلاغةِ العربيَّة بأسلوبٍ جديدٍ جمع بين أصالة البلاغيين الأوائل وعنايتهم بالتّطبيق والتَّحليل، وفلسفة المتأخِّرين وعنايتهم بالحدود والتّعريفات، وثانيهما، بيان أنَّ ابن أبي القاسم أولى الشَّاهد الشِّعريّ عنايةً كبيرةً، وأفردَ له مساحاتٍ واسعةً في كتابه، وفق منهجٍ واضحٍ يقوم على توسيع دائرة الاستشهاد البلاغيّ، وتناولِ ما يورده من شواهدَ بالشَّرح والتَّحليل، ورفدِها بشواهدَ أخرى مماثلةٍ لها، والوقوفِ عند بعضها وقفاتٍ نقديَّة عامّة تُظهر ذوقَه الفنّيّ. وجاء البحثُ في تمهيدٍ تناول التَّعريف بكتاب "أنوار التّحلّي"، ومبحثين تضمَّن أوّلهما الشَّاهد البلاغيّ الشِّعريّ عند ابن أبي القاسم وموقعه من التَّقليد والتَّجديد، ووقفَ ثانيهما عند منهجه في عرض هذا الشَّاهد، والتزم الباحث بالمنهج الوصفيّ التّحليليّ، وخَلُصَ إلى نتيجةٍ مفادها أنَّ ابن أبي القاسم استطاع أن يكسر طابع النَّمطيَّة الذي طغى على الشَّاهد البلاغيّ بعد عبد القاهر الجرجانيّ، كما خَلُصَ إلى أهميَّة دراسة الشَّواهد البلاغيَّة في تراث القدماء عامَّةً، والمتأخِّرين منهم خاصّةً؛ لما يتضمّنه هذا التّراث من كمٍّ هائلٍ من الشَّواهد التي قد لا نجدُها في غير هذه المصادر.