نظرة العالم إلى جائحة كورونا وأسلوب التّعامل معها
الكلمات المفتاحية:
الملخص
يؤكد الباحث في هذه الورقة، أن أزمة كورونا الّتي مر بها العالم وما يزال هي بالأساس أزمة وعي في تقديم الأولويات. وهو ما ينبئ بإمكان ظهور مشاكل خطيرة اقتصادية واجتماعية، قد تعصف بالمجتمعات والأنظمة الحالية، أو ترتبها على نحو أكثر سوءا، حيث تنقضُّ أسس العدالة في العالم.
ويشير الباحث إلى انقسام العالم حول الجائحة إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: قسم يزعم أنها بالفعل جائحة خطيرة تستوجب الحذر، وهم على اتجاهين:
الأول: من يذهب إلى أن الجائحة طبيعية وتستوجب التعاون في إيجاد حل لها والالتزام بما تنص عليه منظمة الصحة العالمية.
الثاني: من يذهب إلى القول بأن الجائحة بفعل فاعل، وهو يمتلك كل المعلومات عنها وعليه الإفصاح والتوقف عن نشرها حماية للبشرية.
القسم الثاني: من ينكر خطورة الجائحة وأنها مجرد مؤامرة تمهيدا لاعتماد نظام سياسي جديد يحكم العالم يزيد من استعباد الناس وظلم الفقراء، وهم على اتجاهين:
الأول: من ينكر وجود مثل هذا الفيروس أصلا.
الثاني: من يقر بوجوده واستبعاد خطره.
القسم الثالث: من يذهب إلى أن وجود الجائحة وعدمه لا يهم بقدر ما يهم كيفية التعامل معها ومع مثيلاتها الّتي لا تنقص خطورة أدبية عنها. والأصل عند هؤلاء أنه من الواجب، الاستعانة بأصحاب الكفاءات والمتخصصين، لتقديم الأهم على المهم وطرح البدائل الّتي تثبت الاستدامة بالمستطاع والممكن. ذلك أن التفاخر ببناء المستشفيات في فترة وجيزة لم يرافقه بناء مخابر لاستئصال مثل هذه الآفة وغيرها الّتي نعيشها وقد تمر بها البشرية مستقبلا.
وقد خلص البحث إلى ضرورة أن لا ينظر في وجود الجائحة وعدمه بل ينظر في كيفية التعامل معها والتغلب عليها وعلى مثيلاتها، دون إيقاف لحياة الناس أو استغلال سياسي للأزمة، وأن نحرص حتى لا يسيطر علينا الخوف حد الوهم، والنظر بعين البصيرة فيما يمكن أن يحمل صفة المؤامرة.
وقد اعتمد الباحث المنهج الاستقرائي، وذلك بتتبع آراء النّاس حول الكوفيد-19. كما تناول البحث المنهج الوصفي، في عرض تلك الآراء، وفي تحليلها وتوضيح دلائلها واستجلاء ما فيها، وفي مناقشتها.