تجربة الموت والغربة في يائيَّة مالك بن الريب – دراسة في أدوات التشكيل الفنّي –

الملخص

تمثّل يائيَّة ابن الريب تجربة فنّية فريدة في الشعر العربي؛ بل إذا قلنا: إنّها تجربة من الطراز الأوّل في رثاء النفس، الذي قلّ من الشعراء من حاكاه في تجربته الشعريَّة لم نبعد!!؛ ذلك أنَّ المعهود في الرثاء، أن يرثي الشاعر سواه ممَّن يُحبُّ ويصطفي؛ فأمَّا أن يرثي نفسه عند الموت، وفي ساعةِ الحرج والعُسرة، فهو إنزياحٌ عن المألوف، ونمطٌ مُخالفٌ لطريقة الشعراء ومآخذهم في هذا الفنّ!.
لقد استطاع الشاعر أن يعبّر فيها –بحنكة صانعٍ مقتدر- عن خلجات نفسه، وأليم وجعه، وشدَّة حنينه، من خلال التشكيل الفنّي، والألوان الشعريَّة، التي انتهجها على مستوى اللغة والتصوير والإيقاع. وهـــو ما تسعى هذه الدراسة عبر محاورها الثلاثة في الكشف عنه والإبانة عن أبعاده، وأثر ذلك كلّه في نجاح التجربة، والتأثير بها في نفوس متلقِّيها؛ معتمدة في ذلك على المنهج الفني. وكان من أهم النتائج التي تحققت: الكشف عن أثر التجربة التي عاشها الشاعر واقعا مؤلما، على تجربته الفنية في تشكيلاتها وتجلّياتها المختلفة.