مدى وجود السعادة في داخل المجتمع الفلسطيني وعلاقتها ببعض المتغيرات المتنوعة في مطلع العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين دراسة ميدانية مطبقة على عينة من سكان المجتمع الفلسطيني في مدينة طوباس – فلسطين

الملخص

هدف هذا البحث إلى دراسة مدى وجود السعادة في المجتمع الفلسطيني وعلاقتها ببعض المتغيرات المتنوعة في الفترة الزمنية الحالية وهي مطلع العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي وأداة الاستبانة وتكونت العينة العشوائية البسيطة البالغة بقيمة (908) مفردة من كامل مجتمع البحث الحالي المتمثل بسكان إحدى المدن الفلسطينية في شمال فلسطين، كما ظهر من خلال ما جاء بسمات عينة هذا البحث أن طبيعة سمات المجتمع الفلسطيني تتمثل بارتفاع نسبة الذكور مقابل الإناث وارتفاع الفئة الصغيرة في العمر ومن غير المتزوجين ومن ذوي درجة الإنجاب المنخفضة ومن حملة درجة البكالوريوس ومن ذوي الاوضاع الاقتصادية والصحية والأسرية المنخفضة، بالإضافة إلى ظهور الوجود للمشاكل الاجتماعية والعنف بشكل منخفض في الغالب، إلى جانب ذلك فقد تم تناول ظهور السعادة ضمن خمسة مجالات حياتية مهمة، وظهر أن وجودها في داخل المجتمع الفلسطيني قد جاء بدرجة منخفضة، حيث وصلت القيمة الكلية لها بنسبة (59.2%)، أما بالنسبة للمجالات التفصيلية التي ظهرت فيها السعادة بشكل متوسط في المجتمع الفلسطيني فقد جاءت لكل من المجال الصحي والذي جاء بنسبة (66.4%) والمجال العملي والذي جاء بقيمة (63.3%) والمجال السلوكي (النفسي) والذي جاء بقيمة (60.7%) وهذه المجالات الثلاث تُعتبر ذات الدرجة المتوسطة في وجود السعادة ضمنها مثلما ظهر من نتائج هذا البحث، بالإضافة إلى المجالات الأخرى وهما المجال المجتمعي والذي ظهر بنسبة منخفضة بقيمة (54.3%) والمجال السياسي والذي ظهر بنسبة منخفضة أيضاً وبقيمة (51.1%). أما فيما يتعلق بالعلاقة بين متغيرات هذا البحث فقد ظهر وجود علاقة قوية وذات دلالة إحصائية بين كل من الجنس والفئات العمرية والوضع العائلي وعدد أفراد الأسرة والأوضاع التعليمية والاقتصادية والصحية وبين المجالات الخاصة بالسعادة في داخل المجتمع الفلسطيني والمتمثلة بالمجال الصحي والمجال العملي والمجال السلوكي (النفسي) والمجال المجتمعي والمجال السياسي. كما ظهر وجود علاقة قوية وذات دلالة إحصائية أيضاً بين مدى وجود المشاكل الاجتماعية والعنف في داخل المجتمع الفلسطيني وبين وجود السعادة بين سكان هذا المجتمع، وفي نهاية البحث تم وضع عدد من التوصيات على المستويين العام والخاص كان من أهمها ضرورة العمل على إيجاد برامج ترفيهية من قبل المؤسسات العامة والخاصة في المجتمع وذلك كون أن السلوك الترفيهي يزيد من سعادة الفرد والجماعة معاً، وضرورة زيادة الايمان وتقوية الوازع الديني لدى الأفراد في داخل الأسر في هذا المجتمع وتحديداً في هذه الفترة.