صورة خلفاء بني أمية في كتاب "تاريخ الخلفاء" للإمام جلال الدين السيوطي
الكلمات المفتاحية:
الملخص
اعتمد المؤرخون الأوائل في تدوينهم لتاريخ بني أمية على عدد من الإخباريين من أصحاب البدع والأهواء، والذين كانوا يحملون العداوة للدولة الأموية لدواعي مذهبية أو فكرية أو عرقية. وللأسف، فقد شكلت تلك الروايات منبعاً مازال المؤرخون المتأخرون ينهلون منه في كتاباتهم. وللوقوف على أثر تلك الروايات على المؤرخين المتأخرين، فقد جاءت هذه الدراسة بقصد استجلاء صورة بني أمية لدى الإمام جلال الدين عبد الرحمن السيوطي في كتابه "تاريخ الخلفاء"، والتحقق مما إذا كان السيوطي قد اكتفى بالنقل عمن سبقوه أو أنه استحضر معرفته العميقة بعلوم الحديث في إخضاع تلك الروايات إلى نقدها من حيث السند والمتن. ولقد انتهت تلك الدراسة إلى أن موقف الإمام السيوطي من خلافة بني أمية لا يختلف في كثير ولا قليل عن غيره من المؤرخين؛ فهو اعتمد على النقل من "تاريخ الإسلام" للإمام الذهبي وغيره من أصحاب المصنّفات الأدبية دون أن يخضع رواياتهم لمنهج علماء الحديث القائم على نقد الروايات والأخبار. وعلاوة على ذلك، فإننا لا نستبعد أن يكون لانحياز السيوطي للعباسيين، كما يتضح من كتاب "تاريخ الخلفاء" وغيره من مؤلفات، فضلاً عن صلته الوثيقة بالخليفة العباسي المقيم بالقاهرة، دوراً في انحراف السيوطي عن الأمويين وتحامله عليهم.