تشكّلات الهويّة الثّقافيّة في أدب الأطفال

الملخص

تتناول هذه المقالة العلاقة المعقدة بين الهوية الوطنية والهوية البيئية في أدب الأطفال العربي، وخاصة في سياق العولمة. وتوظف نهجًا نوعيً في تحليل أدب الأطفال ودراسة الحالة الموجودة لفهم كيف تؤثر العولمة على هذه الهويات.
تشير النتائج إلى أن الهوية الوطنية، التي تُعرَّف بأنها شعور بالانتماء إلى مجتمع معين بتاريخه وثقافته الفريدة، مهددة بشكل متزايد بسبب العولمة. يمكن أن يؤدي هذا التعرض لثقافات متنوعة إلى تآكل الخصوصية الثقافية، مما يؤدي إلى انخفاض التماسك الاجتماعي. وعلى العكس من ذلك، تكتسب الهوية البيئية، التي تعكس ارتباط الأفراد بمحيطهم الطبيعي ووعيهم بالقضايا البيئية، أهمية متزايدة. تعزز هذه الهوية قيم الاستدامة والمسؤولية الجماعية عن حماية الموارد الطبيعية.
ويخلص المقال إلى أن الصراعات بين الهويات الوطنية والبيئية تنشأ مع صراع المجتمعات للحفاظ على الخصائص الثقافية مع معالجة التحديات البيئية. ويشكل التفاعل بين هذه الهويات أهمية خاصة في أدب الأطفال العربي، حيث تشكل السرديات الثقافية وعي الأطفال وتوجههم الذاتي. يعتبر أدب الأطفال العربي وسيلة نقدية تعكس القيم والتقاليد الثقافية للمجتمع العربي وتساهم في تعزيز الهوية الثقافية الغنية والمتنوعة. ومن خلال تجسيد تجارب الأطفال اليومية وتفاعلاتهم الثقافية، يلعب هذا الأدب دورًا حيويًا في تعزيز الفخر الوطني والوعي البيئي بين القراء الصغار.