التربية على قيم حقوق الإنسان في المدرسة المغربية؛ الكتب المدرسية لمادة الفلسفة نموذجاً
الكلمات المفتاحية:
الملخص
هدفت الدراسة إلى إبراز المكانة التي تحتلها إشكالية التربية على القيم الحقوقية في المنظومة التعليمية المغربية، من خلال المقررات الحالية لمادة الفلسفة لسلك التعليم الثانوي التأهيلي، هذه الإشكالية التي أصبحت تعتبر هاجسا وانشغالا فرض نفسه في خضم التحولات المجتمعية التي عرفها المغرب منذ بداية الألفية الثالثة. حيث تهدف هذه الدراسة إلى محاولة البحث عن السبل الكفيلة لتعزيز قيم حقوق الإنسان داخل المدرسة المغربية. نظرا لأهمية ومركزية مكون القيم ضمن باقي مكونات المنظومة التربوية، وأيضا لراهنيته بالنسبة لمشروع إصلاح وتطوير النسق التعليمي، كما تأتي أهمية هذا الموضوع من كونه شأنا مجتمعيا يهم تنشئة الأجيال الصاعدة على تقاسم المشترك الوطني والتربية على قيم حقوق الإنسان وترسيخ السلوكيات المدنية، ولعل كل ذلك جعل اليوم موضوع القيم يعود ليصبح في صلب النقاش العمومي، الجاري حاليا في إرساء أرضية لاستراتيجية جديدة لإصلاح منظومة التربية والتكوين؛ وذلك لإن ادماج التربية على قيم حقوق الإنسان يحيل مباشرة على الفلسفة التربوية المعتمدة وعلى المشروع التربوي والمجتمعي الذي نستمد منه الموجهات الغائية الكبرى. وقد اعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي باستخدام تقنية تحليل المضمون المتداولة في قراءة وتحليل الأنساق الثقافية الإيديولوجية، الشي الذي مكن من الوصول إلى مجموعة من النتائج أهمها، أنه رغم حضور قيم حقوق الإنسان في مضامين الكتب المدرسية، إلا أن هذه الكتب تعكس غياب استراتيجية واضحة لتدريس قيم حقوق الإنسان، وتكشف عن حضور غير منظم وغير منهجي لهذه المبادئ والقيم، لذلك أوصت الدراسة بعدة توصيات يمكن إجمالها في ضرورة تعليم حقوق الإنسان في البرامج التعليمية كمادة مستقلة وتحديد أهدافها كموضوع مستقل وهي الخطوة الأساسية التي لا غنى عنها.