التربية الفنية ودورُها في تحفيز الإبداع والتوعية بالبيئة وبمخاطر "كورونا" في الوسط المدرسي
الكلمات المفتاحية:
الملخص
الفن تعبيرٌ ورسالة ثقافية؛ تربوية؛ واجتماعية، ولغةُ الحضارة وأحدُ أهمِّ تجلِّياتِها. فمن خلالِه نفهم المجتمعات وندرس تطوُّرها ودرجة تقدُّمِها. إنه نِتاجٌ حضاري وتعبيرٌ ثقافي راقٍ، له شروطه وقوانينه التي تُميزه عن غيره من الإنتاجات التي تُحسب على الفن وما هي مِن الفن. إذ الفنُّ تعبيرٌ مُثيرٌ للأحاسيس والذوق والمَلَكات، إنه تجلٍّ للإبداع والابتكار والتجريب والخَلق. ويحملُ في مضمونِه رسالة هادفة؛ سامية؛ ونبيلة. وتتنوع الفنون بحسب تنوع الثقافات والأعراق والشعوب والأمم.
وتعتبر المدرسة أو المؤسسة التعليمية؛ أحدَ أهمِّ البيئات التي تُساعد على تنمية وتطوير الذائقة الفنية لدى المتعلمين (التلاميذ)، وتُعين على تفجير طاقاتِهم الإبداعية. وتربيتِهم على القيم النبيلة والسلوكيات الإيجابية تُجاه ذاتهم وتُجاه المجتمع والبيئة أيضاً.
إن الوعي بهذه القيم النبيلة وتربية الأجيال الجديدة عليها؛ هو السبيل الأمثل والأقرب والمضمون لإعداد جيلٍ واعٍ بالمشكلات والتحديات التي تواجِه هذا العالَم؛ خصوصا التحديات البيئية. هذا الوعي؛ لا يمكنه أن يتحقَّق إلا من خلال توفر وتظافر أربعة عناصر أساسية وهي: (الأستاذ (المُربي) – التلميذ (المُتعلِّم) – المدرسة (المُؤسسة التعليمية) – المادة (التربية الفنية). وذلك من خلال عملية تعليمية تربوية وتكوينية متكاملة تعتمدُ إشراكَ ودمج التربية البيئية والتربية الفنية في مادة واحدة؛ وإغناءَها بالمفاهيم الأساسية ووضعَها موضع التطبيق في التدريس.
إن التربية الفنية هي البوابة أو النشاط الوحيدة القادر على تمثُّل موضوع البيئة للتلميذ، وتعريفِهِ بأهميتِها القصوى؛ خصوصا ما تعلَّق بعنصر التوعية والتحسيس والوقاية، وتوضح موضوعِه بصورة فعالة وواضحة.
من خلال هذا المقال؛ حاولنا إبراز أهمية الفن والتربية الفنية في نشر الوعي البيئي بين التلاميذ، وخاصة في ظل انتشار جائحة كورونا (كوفيد-19)، وما يمكن للتربية الفنية أن تقدمَه من مواد وأنشطة وتمارين لنشر الوعي البيئي والصحي والوقائي، وذلك من خلال مواد وأنشطة تطبيقية داخل الفصل (القسم الدراسي)؛ تعتمد التجربة والمعاينة والتفاعل بين التلاميذ.