العولمة الثقافية وآثارها التربوية في الوطن العربي وسبل مواجهتها – دراسة نظرية تحليلية –

الملخص

هدفت الدراسة إلى تقصي الآثار التربوية للعولمة الثقافية في الوطن العربي وطرق مواجهتها. وقد استخدمت الدراسة المنهج التحليلي الاستنتاجي. وأظهرت نتائج الدراسة أن العولمة هي حالة نعيشها في مختلف ميادين الحياة، وتتمثل مظاهر العولمة الثقافية في تأثيرها على الهوية الثقافية العربية، حيث تعد غزوا ثقافيا أحادي الجانب اخترقت خصوصيات المجتمع العربي ومبادئه، وكذلك أصبحت اللغة الإنجليزية هي اللغة الأولى عالمياً من حيث التدريس في الجامعات، واستخداماً في معظم مجالات الحياة، وعاملاً جاذباً للطلبة في الجامعات، وامتد تأثير العولمة الثقافية بشكل بالغ من خلال وسائل الإعلام المختلفة التي تعد إحدى مرتكزات العولمة الثقافية في الوصول إلى أفراد المجتمع والتأثير فيهم، أما الآثار التربوية للعولمة الثقافية في الوطن العربي فتتمثل في شيوع الثقافة الاستهلاكية والفردية والأنانية وتغريب الإنسان وعزله عن مجتمعه، وشيوع ثقافة الجنس والعنف والإباحية والحرية غير المضبوطة. وأخيراً أظهرت النتائج أنه يمكن مواجهة العولمة الثقافية عن طريق الأخذ بمكتسبات العولمة والإفادة منها في الجانب العلمي والتكنولوجي، وكذلك التأكيد على الهوية الثقافية العربية وغرس قيم الوفاء والانتماء للمجتمع العربي، وتربية الأجيال تربية صحيحة من خلال القيم والمبادئ الإسلامية السمحة والثقة بالمجتمع العربي وخصوصيته الثقافية. وقدمت الدراسة عدة توصيات منها بذل أقصى الجهود للاستفادة من إيجابيات العولمة الثقافية، والأخذ بالفرص العلمية والتكنولوجية وتوظيفها في كافة الميادين، لمجاراة ومسايرة الثورة العلمية والتكنولوجية العالمية، بحيث يصبح للوطن العربي موقعاً مرموقا بين الأمم والمجتمعات الأخرى.