الأخلاق والعلم بين الوضعية المنطقية والتربية الإسلامية - دراسة مقارنة -
الكلمات المفتاحية:
الملخص
هدف البحث إلى دراسة وتحليل تصور الوضعية المنطقية للأخلاق والعلم، ودراسة وتحليل تصور التربية الإسلامية للأخلاق والعلم، بالإضافة إلى رصد أوجه التشابه والاختلاف بين تصور الوضعية المنطقية والتربية الإسلامية للأخلاق والعلم، وأخيرًا استخلاص أبرز الاستنتاجات من المقارنة بين تصور الوضعية المنطقية والتربية الإسلامية للأخلاق والعلم. ومنهج البحث: المنهج المقارن لجورج بيريداي بخطواته الأربع: الوصف، التحليل، الموازنة أو المناظرة، وأخيرًا المقارنة. وقد توصل البحث إلى عدة نتائج كان من أبرزها: تميزت التربية الإسلامية عن الوضعية المنطقية في إيمانها بأن الأخلاق الحميدة ثابتة المصدر؛ فهي تستمد من المصادر الإسلامية القرآن الكريم والسنة المطهرة، في الوقت الذي تعتبر فيه الأخلاق نسبية كما تصورتها الوضعية المنطقية. وتميزت التربية الإسلامية في نظرتها إلى الأخلاق الإسلامية بأنها مطلقة ولا تتغير بتغير الزمان ولا المكان، في الوقت الذي اعتبرت الوضعية المنطقية الأخلاق بأنها منفصلة عن الحياة الاجتماعية ومعيارها حاجات الإنسان وإرادته واختياره. كما تميزت التربية الإسلامية عن الوضعية المنطقية في تصورها للعلم حيث كانت نظرتها أعمّ وأشمل في مصدر العلم، فالله عز وجل هو مصدر العلم وإليه يرد الأمر كله، ثم تأتي الطبيعة وما فيها من حقائق وقوانين والتي هي من تدبير الله عز وجل الخالق وتسخيره للبشر. وتميزت التربية الإسلامية عن الوضعية المنطقية في إيمانها بالغيب والشهادة، فالعقل والحواس جميعها أدوات يستدل بها الإنسان المؤمن صافي العقيدة على وجود خالق ومدبر لهذا الكون العظيم، ولا يكتمل إيمانه إلا إذا آمن بالغيبيات التي أخبرنا بها القرآن الكريم وما جاء عن رسولنا الأميّ ذو الخلق العظيم. كما تميزت التربية الإسلامية في شمولية نظرتها إلى العقل، وذلك لارتكازها على الإيمان الصادق والفطرة السليمة والذي يقوم عليهما التفكير السليم، فالإسلام جاء محررًا للعقول، ومن أهم غاياته الرقي بالإنسان روحيًا وماديًا، وتحقيق الفلاح في الدنيا والآخرة. وجاءت التربية الإسلامية أشمل من الوضعية المنطقية في خطوات المنهج (البحث) العلمي في دراسة الظواهر الطبيعية ومجالات المعرفة المتنوعة؛ وذلك لاعتمادها في الأساس على المصدر الإلهي (الوحي) الذي هو من عند الله سبحانه وتعالى كونه مصدر العلم والمعرفة.