التوحيد فضله وأقسامه: دراسة مقارنة بين الكتب السماوية (القرآن الكريم والتوراة والإنجيل)

الملخص

اجمعت جميع الكتب السماوية (القرآن والتوراة والإنجيل) على أن الله أمر جميع الرسل والأنبياء على توحيد الله وعدم الشرك به وبأي شكل من الأشكال وكذلك أمرهم بأن يتمسكوا بالعهد الذي قطعه مع أنبياءه في عدم اتخاذ إله غيره ولا معبود سواه وإذا لم يطبقوا هذي الوصية الأولى فإن الله سوف يسلبهم الملك ويجعلهم مستضعفين في الارض، لذلك كل نبي أو رسول قبل أن يموت يوصي ابناءه وامته بأن لا يموتوا إلا وهم على التوحيد وعلى ملة ابيهم ابراهيم ومن خالف شريعة الله فالنار مثواه. ودلت كثير من سور القرآن أن (اليهود) لا يؤمنون بالدين الإسلامي ولا بالرسول محمد(صلى الله عليه وسلم) إلا قليلا كما في السور القرآنية (البقرة: 100) و(الانعام: 20) و(يس: 7و10) و(الاعراف: 27) و(هود: 17) لذلك هم قليل منهم ما يؤمنون بما انزل على محمد (صلى الله عليه وسلم) وبما أن مرتبة الإيمان، أعلى من مرتبة الإسلام فنقول لأهل الكتاب اسلموا بمعنى وحدوا الله ولا تشركوا به شيئا كي تنقذوا انفسكم من النار كما قال الله تعالى في(الاسراء: 7) (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها) وفي(الاسراء: 2) (الا تتخذوا من دوني وكيلا) لذلك عرف بعض أهل العلم الإسلام بقولهم: الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله، كما ذكر التوحيد في الكتاب المقدس في عدة اسفار منها(سفر دانيال 2: 20 -21) (20 أَجَابَ دَانِيآلُ وَقَالَ: «لِيَكُنِ اسْمُ اللهِ مُبَارَكًا مِنَ الأَزَلِ وَإلى الأَبَدِ، لأن لَهُ الْحِكْمَةَ وَالْجَبَرُوتَ. ) (21 وَهُوَ يُغَيِّرُ الأَوْقَاتَ وَالأَزْمِنَةَ. يَعْزِلُ مُلُوكًا وَيُنَصِّبُ مُلُوكًا. يُعْطِي الْحُكَمَاءَ حِكْمَةً، وَيُعَلِّمُ الْعَارِفِينَ فَهْمًا. ) كما ذكر توحيد الله في(إنجيل يوحنا 5: 44) (كَيْفَ تَقْدِرُونَ أن تُؤْمِنُوا وَأَنْتُمْ تَقْبَلُونَ مَجْدًا بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَالْمَجْدُ الَّذِي مِنَ الإِلهِ الْوَاحِدِ لَسْتُمْ تَطْلُبُونَهُ؟) وقد هدف البحث الحالي إلى المقارنة بين الوحدانية الألوهية والوحدانية الربوبية في الكتب السماوية (القرآن والتوراة والإنجيل). وقد تم اعتماد المنهجين المقارن والتحليلي في التوصل إلى النتائج ومنها أن جميع الرسل والأنبياء كانوا موحدين ولم يدعوا الربوبية لأنفسهم ابدا لكن بعد موتهم اتخذهم الناس أربابًا من دون الله. وفي ضوء نتائج البحث الحالي تم وضع بعض التوصيات منها على مفسري الكتاب المقدس مراجعة نصوص القرآن الكريم وتفسيراته لأن القرآن الكريم حفظ من التحريف لذلك هو السند الصحيح الذي يعتمد في استخراج النصوص المضافة أو المحذوفة من الكتاب المقدس.