العنف اللفظي الممارس تجاه الطلبة المراهقين دراسة ميدانية مطبقة على عينة من طلبة التعليم ما بعد الأساسي بمدارس محافظة مسقط - سلطنة عمان -

الملخص

تمثل مشكلة الدراسة الحالية في دراسة قضية العنف اللغوي الموجه ضد الأطفال في المحيط المدرسي والمجتمع. وقد هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على واقع العنف اللغوي ومستواه في المحيط المجتمعي (الأسري) ويقصد ذلك العنف الموجه من ولي الأمر، وفى المحيط التعليمي ويقصد بذلك العنف الموجه من المعلم. كما هدفت الدراسة إلى التعرف على مستوى هذا العنف وعلاقته ببعض المتغيرات المستقلة التي تمثلت في: العمر، النوع، الفصل الدراسي، الحالة العملية لولي الأمر، المستوى التعليمي لولي الأمر، المستوى التحصيلي للطالب. وتنتمي الدراسة الحالية إلى نمط الدراسات الوصفي التي تعتمد على المنهج الوصفي والذي يتم تطبيقه واقعيًا من خلال منهج المسح الاجتماعي بالعينة، لعينة عشوائية من طلبة الصفوف الحادي عشر والثاني عشر بمدراس التعليم ما بعد الأساسي بولاية السيب بمحافظة مسقط – سلطنة عمان. لقد اعتمدت الدراسة على أداة جمع بيانات أساسية تضمنت مقياسين: اختص الأول منهما بقياس مستوى العنف اللغوي الموجه من أولياء الأمور (الأب – الأم ومن في مقامهما وهم يمثلون جانب من المجتمع) تجاه الطلبة الذكور والإناث في مرحلة التعليم ما بعد الأساسي وتحديدا طلبة الصفوف (الحادي عشر والثاني عشر)، بينما اختص المقياس الثاني بقياس مستوى العنف اللغوي الموجه من المعلم وهو يمثل أجانب من المحيط المدرسي تجاه نفس الطلبة، وقد قام الباحث بتصميم المقياس بنفسه متبنيا في تصميمه وطريقته مقياس ليكرت الخماسي Likert Scale. وقد تكون كل مقياس من عدد (29) عبارة. حدود الدراسة ومجالاتها: المجال البشري: يتمثل المجال البشري في طلبة مدارس التعليم ما بعد الأساسي بمحافظة مسقط. والمجال الجغرافي: تعد محافظة مسقط مجالا مكانيا لهذه الدراسة. والمجال الزمنى: يتمثل في الفترة التي تم فيها بدء التسجيل من شهر-03- لسنة 2015 وقد تم جمع البيانات خلال الفترة من 1/4/2017 إلى 5/5/2017. أساليب التحليل والمعالجات الاحصائية المستخدمةAnalysis Techniques: : اعتمد الباحث على كلاً من أساليب التحليل الكيفي والكمي، وطبقاً لتصميم هذه الدراسة وبما يتماشى مع أهدافها وتساؤلاتها، وما يقابلها من فرضيات، وبناءً على المنهج العلمي المتبع والمتمثل في المنهج الوصفي، ونوع البيانات الميدانية وطبيعتها، فقد تم جمع هذه البيانات وتوكيدها وترميزها وإنشاء قاعدة بيانات لها، ثم تفريغها وتحليلها من خلال الاعتماد على الحزمة الإحصائية للعلوم المجتمعيةStatistical Package for Social Silences بهدف الوصول لدلالات ذات قيمة ومؤشرات تدعم موضوع الدراسة، حيث تم الاعتماد على استخراج الجداول التكرارية البسيطة والمركبة ومقاييس النزعة المركزية وخاصة المتوسطات الحسابية، ومقاييس التشتت كالانحراف المعياري، هذا بالإضافة إلى إجراء بعض التحليلات المهمة التي رأى الباحث صورة إجراءها للحصول على نتائج إجمالية أو كلية للمقياس مثل القوة النسبية. كما لجأ الباحث إلى مقاييس إحصائية متقدمة في محاولة منه لإجراء اختبارات الفرضيات، حيث اعتمد على اختبار T-Test للعينات المستقلة، واختبار تحليل التباين الأحادي ANOVA ومعامل اختبار بيرسون Person Correlation..وقد توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج المهمة التي أكدت على وجود ممارسات للعنف اللغوي ضد الأطفال في المحيط الأسري والتعليمي، إلا أن النتائج أكدت على ارتفاع مستوى العنف اللغوي الممارس في المحيط التعليمي من قبل المعلمين بفارق معنوي مقارنة بالعنف اللغوي الممارس من قبل أولياء الأمور، كذلك أكدت النتائج على أن مستوى ممارسة العنف اللغوي الممارس ضد الطلبة الذكور أعلى من العنف اللغوي الممارس ضد الطالبات الإناث سواء كان ذلك في المدرسي أو محيط المجتمع. ومن أهم ما توصلت إليه النتائج هو العلاقة التي بين مستوى ممارسة العنف اللغوي ومستوى التحصيل الدراسي للطالب؛ فكلما قل مستوى التحصيل الدراسي للطالب كلما ارتفع مستوى العنف اللغوي الممارس ضده من كل من ولي الأمر والمعلم. ومن ثم يمكن استنتاج العلاقة التالية انه كلما قل مستوى التحصيل الدراسي للطالب كلما ارتفع مستوى العنف اللغوي الممارس ضده من كل من ولي الأمر والمعلم. وفى النهاية قدمت الدراسة بعض التوصيات المتعلقة برفع مستوى وعى المحيط الأسري (ولي الأمر) والمحيط التعليمي (المعلم) بالآثار السلبية التي يمكن أن يخلفها العنف اللغوي الممارس ضد الطلبة والأبناء في هذه المرحلة العمرية المهمة؛ وذلك بغرض خفض مستويات العنف اللغوي الفعلية، وقد تم اقتراح بعض الآليات لتنفيذ التوصيات المقترحة.